أقول : يستحب تلقين الميت في ما عداً حال الاحتضار في موضعين :
الأول : عندما يوضع في القبر والأفضل أن يقبض على منكبه الأيمن باليد اليمنى وعلى الأيسر باليسرى فيحرّكه ويلقنه (١).
الثاني : بعد الدفن ، فيستحب أن يجلس الوليّ أي أقرب الناس إليه عند رأسه بعد انصراف الناس فيلقنه برفيع صوته ويحسن أن يضع راحتيه على القبر ويقرب فاه منه ولا بأس بأن يستنيب الوليّ للتلقين. وفي الأحاديث أنّ الميّت إذا لُقّن هذا التلقين قال منكر ونكير : قد لقنوه فلا حاجة إلى سؤاله فلننصرف ، فينصرفان عنه ولا يسألانه (٢).
قال العلامة المجلسي رض : التلقين الجامع هو أن يقول المُلقِّن : إسْمَعْ إفْهَمْ يا فُلانُ بْنُ فُلانٍ وليذكر اسمه واسم أبيه هَلْ أنْتَ عَلى العَهْدِ الَّذِي فارَقْتَنا عَلَيْهِ مِنْ شَهادَةِ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَسَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَخاتَمُ المُرْسَلِينَ ، وَأنَّ عَلَيَّاً أمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدُ الوَصِيِّينَ وَإمامٌ افْتَرَضَ الله طاعَتَهُ عَلى العالَمِينَ ، وَأنَّ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعلِيَّ بْنَ الحُسَيْن وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَى وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَلِىٍَّّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالقائِمَ الحُجَّةَ المَهْدِيَّ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أئِمَّةُ المُؤْمِنِينَ وَحُجَجُ الله عَلى الخَلْقِ أجْمَعِينَ ، وَأئِمَّتُكَ أئِمَّةُ هُدى أبْرارٌ. يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ إذا أتاكَ المَلَكانِ المُقَرَّبانِ رَسُولَيْنِ مِنْ عِنْدِ الله تَبارَكَ وَتَعالى وَسَألاكَ عَنْ رَبِّكَ وَعَنْ نَبِيِّكَ وَعَنْ دِينِكَ وَعَنْ كِتابِكَ وَعَنْ قِبْلَتِكَ وَعَنْ أئِمَّتِكَ فَلا تَخَفْ وَقُلْ فِي جَوابِهِما : الله جَلَّ جَلالُهُ رَبِّي ، وَمُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآله نَبِيِّي ، وَالاسْلامُ دِينِي ، وَالقُرْآنُ كِتابِي ، وَالكَعْبَةُ قِبْلَتِي ، وَأميرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ إمامِي ، وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الُمجْتَبى إمامِي ، وَالحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الشَهِيدُ بِكَرْبَلاَء إمامِي ، وَعَلِيُّ زَيْنُ العابِدِينَ إمامِي ، وَمُحَمَّدٌ باقِرُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ إمامِي ، وَجَعْفَرٌ الصادِقُ إمامِي ، وَمُوسَى الكاظِمُ إمامِي ، وَعَلِيُّ الرِّضا إمامِي ، وَمُحَمَّدٌ الجَوادُ إمامِي ، وَعَلِيُّ الهادِي إمامِي ، وَالحَسَنُ العَسْكَرِيُ إمامِي ، وَالحُجَّةُ المُنْتَظَرُ إمامِي ؛ هؤُلاِ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ أئِمَّتِي وَسادَتِي وَقادَتِي وَشُفَعائِي ، بِهِمْ أتَوَلّى وَمِنْ أعْدائِهِمْ أتَبَرَّأُ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ. ثُمَّ إعْلَمْ يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ أَنَّ الله تَبارَكَ وَتَعالى نِعْمَ الرَّبُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً
_________________
١ ـ زاد المعاد : ٥٦٤.
٢ ـ زاد المعاد : ٥٦٩.