العامل فيها بطاعة الله أجر مائة سائح ـ أي الصائم الملازم للمسجد ـ لم يعص الله طرفة عين كما في (النبوي) ؛ فاغتنم هذه الليلة واشتغل فيها بالعبادة والطاعة والصلاة وطلب الحاجات من الله. فقد روي أنه من سأل الله تعالى فيها حاجة أعطاه ما سأل (١).
اليوم الثالث والعشرون : من سنة مائتين توفي فيه الإمام الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ على بعض الأقوال (٢) ، ومن المسنون فيه زيارة الرضا عليهالسلام من قرب ومن بعد. قال السيد ابن طاووس في الاقبال : ورأيت في بعض تصانيف أصحابنا العجم رضوان الله عليهم : أنه يستحب أن يزار مولانا الرضا عليهالسلام يوم ثالث وعشرين من ذي القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة أو بما يكون كالزيارة من الرواية بذلك (٣).
الليلة الخامسة والعشرون ليلة دحو الأَرْض : انبساط الأَرْض من تحت الكعبة على الماء ـ وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى ، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل. وروي عن الحسين بن علي الوشاء قال : كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليهالسلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال له : ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم عليهالسلام وولد فيها عيسى بن مريم عليهالسلام وفيها دحيت الأَرْض من تحت الكعبة ، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً. وقال على رواية أخرى : ألا إن فيها يقوم القائم عليهالسلام (٤).
اليوم الخامس والعشرون يوم دحو الأَرْض : وهو أحد الأيام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بين أيام السنة. وروى : أن صيامه يعدل صيام سبعين سنة ، وهو كفارة لذنوب سبعين سنة ، على رواية أخرى ، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة ويستغفر لمن صامه كل شي بين السماء والأَرْض وهو يوم انتشرت فيه رحمة الله تعالى ، وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل (٥).
وقد ورد لهذا اليوم ـ سوى الصيام والعبادة وذكر الله تعالى والغسل ـ عملان :
الأول : صلاة مروية في كتب الشيعة القميّين ، وهي ركعتان تصلى عند الضحى بـ الحمد مرة
_________________
١ ـ الاقبال ٢ / ٢٢ فصل ٦ من باب ٢ مع اختلاف لفظي.
٢ ـ رواه عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّي في العدد القوية : ٢٧٥.
٣ ـ هامش الاقبال ٢ / ٢٣ فصل ٨ من باب ٢ عن بعض نسخ الاقبال.
٤ ـ الاقبال ٢ / ٢٤ فصل ١٠ من باب ٢.
٥ ـ الاقبال ٢ / ٢٦ و ٢٧ فصل ١٢ من باب ٢ مع اختلاف في الالفاظ عن امير المومنين وعن رسول الله صلوات الله عليهما وعلى آلهما.