وقال الباقر عليهالسلام : «ولا تملَّ من الدعاء فإنّه من الله بمكان» (١).
وقال الصادق عيه السلام لميسّر بن عبد العزيز : «يا ميسّر ادع ولا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه ، إنّ عندالله عزّوجلّ منزلةً لا تُنال إلاّ بمسألته ، ولو أنّ عبداً سدّ فاه ولم يُعط شيئاً فسل تُعطَ.
يا ميسّر إنّه ليس من باب يُقرع إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه» (٢).
وقال عليهالسلام لعمرو بن جميع : «من لم يسأل الله عزّوجلّ من فضله افتقر» (٣).
وقال عليّ عليهالسلام : «ما كان الله ليفتح باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة» (٤).
وقال عليهالسلام : «من أُعطي الدعاء لم يحرم الإجابة» (٥).
وروي ابن القدّاح عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام «أحبّ الله الأعمال إلى الله في الأرض الدعاء ، وأفضل العبادة العفاف». قال : وكان أمير المؤمنين عليهالسلام رجلاً دعّاءً (٦).
وروي هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : «الدعاء كهف الإجابة كما أنّ السحاب كهف المطر» (٧).
وروي أبو ولّاد قال : قال الحسن عليهالسلام : «ما من بلاءٍ ينزل علي عبدٍ مؤمنٍ فيلهمه الله الدعاء إلّا كان كشف ذلك البلاء وشيكاً ، وما من بلاءٍ ينزل علي عبدٍ مؤمن فيمسك عن الدعاء إلّا كان ذلك البلاء طويلاً فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرّع إلى الله عزّوجلّ» (٨).
التعريف بالكتاب
لقد ألّف حول الدعاء العشرات من الكتب والطوامير قديماً وحديثاً من قبل الرواة والمحدّثين والفقهاء والمجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين.
أمّا كتابة «مفاتيح الجنان» فقد حوي علي أهمّ الصلوات ولأدعية والزيارت الواردة حسب اختلاف المناسبات ما يفي بالحاجات العامّة ، بعيداً عن الإيجاز المخلّ والإطناب المملّ ، وجهد مؤلّفنا المحدّث الخبير لمجانبة شوائب الدسّ والتحريف ، ولأخذ عن أهمّ المصادر والأصول المعتمدة عليها ، والمقابلة والتطبيق بين مختلف نسخ تلك الأصول ، فأصبح سفراً جليلاً ، وكتاباً متقناً معتمداً تقرّ به عيون العارفين ، وتطفأ به عطش الظامئين ، ولذلك تجده في أكثر بيوت المؤمنين من محبّي محمّد وآل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والمصادر التي اعتمد عليها المصنّف هي في الغالب من الكتب لدي شيعة أهل البيت عليهمالسلام أمثال كتب الشيخ الطوسي ، والشيخ الصدوق ، والشيخ المفيد ، والسيد ابن طاووس ، والشيخ
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ٧ / ٢٧ ح ٨٦١٧. ٢ ـ الكافي ٢ / ٤٦٦ ح ٣.
٣ ـ الكافي ٢ / ٤٦٧ ح ٤. ٤ ـ وسائل الشيعة ٧ / ٢٧ ح ٨٦١٧.
٥ ـ وسائل الشيعة ٧ / ٢٨ ح ٨٦١٩. ٦ ـ الكافي ٢ / ٤٦٧ ح ٨.
٧ ـ الكافي ٢ / ٤٧١ ح ١. ٨ ـ الكافي ٢ / ٤٧١ ح ٢.