النهاية ، لا فعل الاثنين (١) وان كان هو الأصل (٢) في باب المفاعلة ،
______________________________________________________
وكيف كان فهذا هو الشاهد الثاني على الوحدة ، قال في محكي النهاية : «وقيل هما بمعنى ، والتكرار للتأكيد» لكن حكاية ذلك عن الغير مضافا إلى اشعار كلمة «قيل» بالتمريض تنافي الشهادة ، فلا يبقى إلّا الشاهد الأول وهو إطلاق المضار على سمرة.
(١) يعني : لا أن يكون الضرار فعل الاثنين ، وهو المعنى الثاني من المعاني المتقدمة للضرار ، قال في محكي النهاية الأثيرية : «والضرار فعل الاثنين» والشاهدان المذكوران ينفيان كون «الضرار» هنا فعل الاثنين. لكن شهادة الشاهد الثاني مخدوشة بأن النهاية لم تشهد بوحدتهما ، لما عرفت من أن الحكاية بلفظ «وقيل» ليست ارتضاء للوحدة وقولا بها حتى تكون شهادة مثبتة للوحدة ، ونافية لكون «الضرار» فعل الاثنين ، بل الأمر بالعكس ، حيث ان قوله : «والضرار فعل الاثنين» ظاهر في جزمه بأن التعدد أحد معانيه اللغوية.
وكذا الحال في الشاهد الأول ، فان شهادته على الوحدة أيضا محل إشكال كما تقدم في التعليقة ، فدعوى أظهرية الوحدة غير ثابتة.
(٢) كما هو المشهور بين أهل العربية ، لكنه غير ثابت ان أريد بالأصل وضع
__________________
ففي المقام لا يبعد أن يراد بالضرار بقرينة المورد السعي في إيصال الضرر أو الإضرار ، فمعنى «لا ضرر ولا ضرار» لا ضرر ولا إضرار ، بأن يكون المراد بالأول نفي الحكم الضرري وبالثاني حرمة الإضرار بالغير ، فليسا متحدين معنى حتى يكون الثاني تأكيدا للأول.
ويمكن إرادة الاثنينية منه كما لعله المتبادر من باب المفاعلة ، فالمراد نفى الضرر الانفرادي والاشتراكي بنحو الضابط الكلي ، وأن الضرر بكلا قسميه منفي شرعا وان لم ينطبق الضرار على المورد ، إذ المنطبق عليه خصوص الضرر ، فتدبر.