حلب ، وأكب بها على التحصيل والطلب ، وأخذ عن جماعة أفاضل ، قد اشتهروا بالمناقب والفضائل ، منهم العلامة عبد الرحمن بن مصطفى البكفالوني وأبو الثناء محمود بن شعبان الباذستاني والنور علي بن أحمد الدابقي ومحمد الحلبي بن علي الأنطاكي المفتي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الطرابلسي المفتي والسيد حسن بن شعبان السرميني وأبو عبد الله محمد أبو محمد الأنطاكي وأبو العدل قاسم بن محمد البكرجي وغيرهم من العلماء الأعلام ، والسادات العظام ، وأجازوه بما تجوز لهم روايته ، وتصح لهم درايته ، ودخل دمشق الشام ، وأخذ أيضا عن علمائها الأعلام ، وأجازوه أيضا إجازة عامة لجميع العلوم ، التي أخذوها عن ساداتهم ذوي المقام المعلوم.
وكان ممن يشار إليه ، ويعول بعويصات المسائل عليه.
وممن اجتمع به في حلب فرد الشام ومفتي الأنام ، خليل أفندي المرادي ، وذلك في سنة ألف ومائتين وخمس ، ولم تكن وفاته بعد ذلك بكثير رحمهالله.
وقيل إن هذه الأبيات من كلامه وبديع نظامه :
ذو جمال همت في عشقته |
|
فتن العشاق عربا وعجم |
لاح بدر التم من طلعته |
|
وبدا البرق إذا الثغر ابتسم |
بات يجلو الراح في راحته |
|
ويدير الكاس في جنح الظلم |
غلب النوم على مقلته |
|
قلت والوجد بقلبي قد حكم |
أيها الراقد في لذته |
|
نم هنيئا إن عيني لم تنم |
يا هلالا قد سبى شمس الضحى |
|
كل ما فيك وعينيك حسن |
صل محبا ماله من مسعف |
|
قد جفاه من تجافيك الوسن |
يا مريض الجفن يا من لحظه |
|
سل سيفا للمحبين وسنّ |
جفنك النعسان من كسرته |
|
كم شجاع منه ولى وانهزم |
أيها الراقد في لذته |
|
نم هنيئا إن عيني لم تنم |
وله :
ورد الخدود أرق من |
|
ورد الرياض وأنعم |
هذا تنشقه الأنو |
|
ف وذاك يلثمه الفم |