محمد كمال الدين ، العالم الواعظ والإمام الفاضل النبيه.
ولد سنة أربع وعشرين وماية وألف ، وقرأ القرآن العظيم ، واشتغل بالأخذ والتلقي والسماع والقراءة ، فقرأ على والده وسمع عليه الكثير من الأحاديث وكتب المتون والأسانيد وانتفع به ، وعلى أبي الفتوح علي بن مصطفى الميقاتي الدباغ والبدر حسن بن شعبان السرميني وقاسم بن محمد النجار وأبي عبد الفتاح محمد بن حسين الشهاب وأبي محمد عبد الكريم بن أحمد الشراباتي وأبي المحاسن يوسف بن حسين بن درويش الدمشقي الحسيني المفتي والنقيب بحلب وأبي الثناء محمود بن شعبان الباذستاني وأبي محمد عبد السلام بن مصطفى الحريري وآخرين وأجازوه.
وارتحل إلى دمشق وسمع بها على أبي النجاح أحمد بن علي المنيني الخطيب في جامع بني أمية وشرف الدين موسى بن أسعد المحاسني وأبي الفدا العماد إسماعيل بن محمد جراح العجلوني وأبي الحسن علي بن أحمد كزبر وأبي الثناء محمود بن عباس الكردي العبدلاني نزيل دمشق وآخرين ، وسمع منهم غالب المسلسلات كالأولية وغيره ، وأجازوا له وكتبوا له بخطوطهم.
ودخل القدس وأخذ بها عن أبي الإرشاد مصطفى بن كمال الدين بن علي البكري الصديقي الدمشقي الخلوتي وأجاز له بخطه في أواسط سنة ستين وماية وألف وانتفع به وقرأ عليه البعض من تآليفه وسمع عليه الكثير واستقام عنده أياما.
ثم ارتحل إلى مصر بقصد الأخذ والتلقي وقرأ بها على النجم الحفناوي والبدر حسن ابن أحمد المدابغي والشمس محمد بن محمد الدفري والشهاب أحمد بن عبد الفتاح الملوي والزين أبي حفص عمر بن الطحلاوي وسمع عليهم غالب كتب الأحاديث الشريفة والمسلسلات وأولها حديث الرحمة ، فإنه سمعه من جميع شيوخه كما هو مصرح في إجازاتهم ، ولازمهم مدة أشهر وقرأ عليهم ، وكتبوا له بخطوطهم الإجازات المؤرخة سنة أربع وستين وماية وألف.
وحج تلك السنة من مصر وسمع الأولية وبعض المسلسلات من أبي عبد الله محمد بن محمد الطيب المغربي الفاسي المالكي نزيل المدينة المنورة ، وأجاز له بخطه.
ثم عاد إلى حلب ودرس بها ووعظ بجامعها الأموي الكبير.