ورجع لما هو المطلوب والمقصود.
لو فكر العاشق في منتهى |
|
حسن الذي أسباه لم يسبه |
ويحه كلف بما لا يدوم ، وافتتن بالموجود المعدوم ، وغفل عن الحي الباقي القيوم. من نظر في مصارع إخوانه علم أنه أخيذ ، ومن فكر في كرب الخمار تنغصت عنده لذة النبيذ. من أحس بلفظ الحريق فوق جداره ، لم يصغ بسمعه لنغمة العود ورنة أوتاره ، رأى الأمر يفضي إلى آخر فصير آخره أولا. ولله در ساداتنا النقشبندية ، فإنهم بنوا أمرهم على هذه القضية ، فالحازم الذي يجعل الحب حيث يرقيه ويرفعه ويعليه ، ويخلصه ويزكيه ، ويطهر بصيرته عن نظر الأغيار ، ويوقفه تحت مجاري أقدار الواحد القهار ، ويسمعه النداء الدائم ، ابن آدم أنا يدك (١) اللازم ، وينزهه عن مدارك القوى الحسية والمشاعر الجسمية ، ويعبر به عن بحار المعارج الروحية ولذات المعارف السبوحية.
على نفسه فليبك من ضاع عمره |
|
وليس له منها نصيب ولا سهم |
اللهم اقسم لي ولأخي من ذلك أوفى قسم وأوفر نصيب ، وفرّغ قلوبنا من حب غيرك فإنه لا يجتمع مع حبك حب الغير يا سميع يا مجيب.
يا واحدا متعدد الأسماء |
|
أدعوك في ختمي وفي مبدائي |
وإليك أرفع راحتي متوسلا |
|
بشفيعنا السامي على الشفعاء |
أن تحفظ المولى الذي أفكاره |
|
صاغت بديع النظم والإنشاء |
ذاك السعيد محمد السامي إلى |
|
أوج العلا لحيازة العلياء |
المعتلي ببيان كل عويصة |
|
والمعتني بغرائب الأنباء |
هو أفقه الشعراء غير مدافع |
|
في الشام بل هو أشعر الفقهاء |
فاق الرفاق بفطنة وبلاغة |
|
وبراعة وفصاحة وذكاء |
لو كنت من فئة تقول بأغيد |
|
ما ملت في التشبيه للغيداء |
لله درك يا أديب زماننا |
|
كيف اهتديت لغامض الأشياء |
فالقول دونك مذهب ابن نباتة |
|
أو رب زد في حيرتي وعنائي |
__________________
(١) هكذا في الأصل ، وفي سلك الدرر : بدك.