ولد رحمهالله سنة ألف ومائة واثنتين وستين ، وقرأ على والده وأعيان وقته ، حتى برع وفاق أهل عصره في العلوم النقلية والعقلية كالحديث والفقه والقراءات والفرائض والحساب والهندسة والمنطق والهيئة وعلم الميقات ، وأقروا له بالفضل وسعة الاطلاع والتضلع في العلوم والفنون.
وقد أجازه علماء عصره وفضلاء مصره ، منهم والده الشيخ عبد الرحمن ونص أجازته التي أثبتها في آخر ثبته المحرر بخطه سنة ١١٩٠ : وقد أجزت به (أي بما حواه الثبت من المؤلفات والمرويات) لولديّ عبد الله موفق الدين وأخيه محمد مجد الدين وأجزتهما بما لي من نظم ونثر وبجميع ما أجازني به أشياخي رحمهمالله تعالى من مروياتهم ومصنفاتهم وإجازاتهم ... إلخ.
وقد ظفرت بكراسة بخط المترجم وختمه فيها إجازة منه للشيخ أحمد ابن الشيخ عبد الوهاب الحلبي الشافعي البصير ذكر فيها من تلقى عنهم العلم ومن أجازه من علماء عصره في الشهباء وغيرها ، قال : منهم وهو أولهم الذي تخرجت على يديه وجل استفادتي مما لديه شيخي وأستاذي ووالدي الشيخ عبد الرحمن الحنبلي الدمشقي ، ومنهم الشيخ علي بن مصطفى الشهير بالدباغ الموقت بجامع بني أمية ، حضرته مع والدي في صحيح الإمام البخاري في المدرسة الأحمدية ولقنني الحديث المسلسل بالمصافحة وأجازني ، ومنهم سيدي الشيخ محمد ابن العلامة العارف بالله تعالى الشيخ صالح المواهبي ، حضرت دروسه في صحيح البخاري وحضرت عليه في المدرسة الأحمدية أواخر شرح الألفية للأشموني ودروسا كثيرة في كتاب «الدرر والغرر» في الفقه الحنفي وأكثر «مختصر المعاني والبيان» للسعد التفتازاني وغير ذلك ، ومنهم إمام القراءات سيدي الشيخ محمد بن مصطفى بن حجيج الشهير بالبصبري ، حفظت عليه الشاطبية وقرأت عليه القرآن العظيم من أوله إلى آخره جمعا للأئمة السبعة مرتين ، لازمته سبع سنين وكتب لي إجازة سنية ، ومنهم العلامة الفاضل السيد مصطفى العلواني الأويسي الحموي ، قرأت عليه «جوهرة التوحيد» وحضرت عليه قراءة الشيخ خالد على الأجرومية وشرح الألفية لابن المصنف ودروسه في رياض الصالحين للإمام النووي وغير ذلك ، ومنهم عمي وصنو أبي الشيخ أحمد بن عبد الله البعلي الحنفي مفتي السادة الحنابلة بدمشق ، فإنه أرسل إليّ بالإجازة بخطه مشتملة على مروياته ومسموعاته ، ومنهم العلامة النحرير الشيخ محمد الشهير بابن الزمار الشافعي الحلبي ، فقد