الطائر ، والخضم المستفيض رفده على النوء السائر ، السيد الحاج مصطفى آغا كوجك علي آغا زاده ، بلغه الله مناه وزاده ، نديمي وسميري ، لا بل عزيزي وأميري ، من تراضعت معه ثدي المودة الصادقة ، واجتنيت به ثمار الخلة الرائقة ، وطوقني من مصافاته بعقود حالية ، فأفصح لسان الثناء عن آثاره الباقية :
ولا غرو أن ألفى بدوحك صادحا |
|
بأطيب ألحان لأني المطوّق |
طالما أبهج العلم طلعته الباهية ، وأبلج الحلم محجته الزاهية ، ونور الفقه له قلبا ، وعمر الورع له لبا ، وزان النحو لسانه ، وشمل اللطف بيانه ، وقوافيه مطبوعة على الذوق العفيف ، ومحدثة عن مناقب الشاب الظريف ، لو نشق الوردي نشر أوصافه لا تخذ عبيرها وردا ، ولو جنى النباتي ثمر آدابه لحبل جنيها قندا ، فمن زهيرياته التي تحرك الشوق الساكن ، وتبرز الذوق الكامن ، ما جادت به بديهته المطاوعة ، وسمحته سجيته البارعة ، قوله :
لقد سباني بدر |
|
في حسنه فاق بدرا |
وصرت فيه أسيرا |
|
وحاز قلبي أسرا |
أفديه ريما تجرّى |
|
على محبيه قهرا |
كلّمته بخضوع |
|
فتاه عجبا وكبرا |
فقلت كم ذا التجني |
|
أضرمت جسمي جمرا |
فقال هذا مرامي |
|
من يرجني يفن صبرا |
فزدت فيه غراما |
|
وزاد سكري سكرا |
يا ذا العزيز تبصر |
|
قد زال إيوان كسرى |
وباد من قال مينا |
|
أليس لي ملك مصرا |
ومنهم السيد أبو بكر أفندي كوراني زاده ، واحدنا وابن أوحدنا ، وماجدنا وابن أمجدنا ، كرم الوالد فزكا الولد ، وهذا الشبل من ذاك الأسد.
نعم الآله على العباد كثيرة |
|
وأجلهن نجابة الأولاد |
نشأ في خدمة والده ، متعطلا عن سواه ومتحليا بفرائده ، مقتبسا من أنواره ولألائه ، ومستضيئا بمحاسنه وآرائه ، مغذى بلبان الفصاحة والأدب ، وطاعما من ثمار البراعة شهي الضرب. ثم تفقه عليه في الدين الحنيف ، بمجلس الشرع الشريف ، وكان والده سقى