أطرق كرى أطرق كرى ، ولو غفلت عنه عيون النقاد ، ونامت عن عرينها الآساد ، لشفى داء غرامه بخيال فهمه ، وصال في الهيجاء بحبالة وهمه.
أيا نخلتي وادي بوانة حبذا |
|
إذا نام حراس النخيل جناكما (١) |
ولكن زلة لا يقال لعاثرها لعا ، وخلة لم تدع لصاحبها موضعا ، وحرباء على عضة من تهامه ، أجل من ثقل يقف عرض ملامه ، والبدا الطائل الباع ، يرمز أن مخرنبق لينباع ، والشعراء كأفراس تتابعن في مراح ، فمنها المجلي ومنها المرتاح ، ولكن الحر يصفح ، وإذا ملك أسمح ، ومن انتمى للضعف يراش جناحه ، ومن استبان الهزال ينعم سراحه ، ومن اعترف بالتقصير لا يناقش فيه ، ومن اعتذر إلى الكريم قبله بملا فيه.
عذيري من خليلي من مراد |
|
أيعذرني خليل بني المرادي |
همام إربه علم وبحث |
|
وحل المشكلات من انتقاد |
فصيح مصقع سمح القوافي |
|
كأن بلفظها طعم الشهاد |
نشقنا نفحة القيصوم منها |
|
وخيمنا بأفناء الخضاد |
ذكرنا من أووا طلحا وضالا |
|
من الأعراب عمار البوادي |
أناسا لم يشبهم ذكر نحو |
|
ولا احترزوا المعيب من السناد |
يجيدون الكلام بغوص حدس |
|
فيبرز كل معنى مستجاد |
فحيا كل رسم من ذراهم |
|
وهاتيك الفدافد والوهاد |
ترى من يبلغهم بأني |
|
أضحت بيان قسّهم الأيادي (٢) |
وذلك من بني الشام المفدى |
|
معلى الطرف طلاع النجاد |
هزبر همة غيث نوالا |
|
ومرغوب ومرهوب الأعادي |
ملاذ للعفاة وكل ندب |
|
ومنهل وارد منهم وصاد |
كفاها جلّقا تيها ودلا |
|
وزهوا بالعلا في كل ناد |
بأن الزبرقان جلى حماها |
|
وأشرق جونها الحلك السواد |
فلا برحت منازله فخاما |
|
وبيت مقامه عالي العماد |
__________________
(١) البيت لوضاح اليمن.
(٢) هكذا في الأصل والصواب : ترى منذا. أما أضحت فهكذا في الأصل.