الرؤوف الكيالي دفين سرمين المتوفى سنة ١٢٣٧ ابن عمر بن عبد الكريم الصغير شقيق الأستاذ السيد عبد الجواد الكيالي دفين زاويته الشهيرة بحلب ، ابني أحمد الجد الجامع بين كيالية حلب والطيارية ، ابن عبد الكريم دفين زاوية سرمين ، ابن أحمد الكبير ابن عمر ابن الشهاب أحمد المحدث الكبير ابن يحيى بن عمر تاج الدين بن عبد السميع بن حسن دفين قرية معرة العليا ، ابن عيسى بن عمر دفين قرية داديخ ، ابن المكين محمد الملقب بالسمين الجد الجامع لكيالية حلب عامة مع كيالية إدلب.
ولد رحمهالله عام ألف ومائتين وتسعة وعشرين في قصبة سرمين ، وقد توفي والده ثم والدته وهو لم يتجاوز الربع الرابع ، فكفلته عمته السيدة آمنة إلى أن ترعرع. ومن نعم الله عليه وحسن عنايته به أن قيض الله له عالما من أفاضل العلماء وهو الشيخ عبد العال التونسي ، فإنه أتى من بلاد بعيدة وجاور في زاوية جد الطيار الأعلى الأستاذ الكبير الشيخ عبد الكريم الكائنة بقصبة سرمين ، فلازمه مدة طويلة يتلقى عنه العلوم الشرعية والعلم الطبيعي ، ومما أخذه عنه علم الطب. ولما عزم شيخه بعد مدة على النزوح من سرمين والرجوع إلى بلاده توجه الطيار إلى إدلب فأكمل الطلب على ابن عمه الأستاذ عبد القادر أبي النور الكيالي وعلى الشيخ محمد الجوهري البكفلوني وغيرهما من العلماء الأجلاء.
ولما أخذ الإجازات العالية من مشايخه وآنس من نفسه الكفاءة والاقتدار أخذ الطريقة عن ابن عمه الشيخ محمد الكيالي الإدلبي وجلس إذ ذاك شيخا في زاوية جده بسرمين التي مر ذكرها.
وفي سنة ١٢٥٥ توجه إلى حلب ونزل ضيفا على خاليه الأستاذين الفاضلين الشيخ عبد القادر والشيخ محمد ولدي الأستاذ الكبير الشيخ إسماعيل الكيالي ، فكان مدة إقامته موضع الإجلال والاحترام من أفاضل علماء الشهباء وأكابر رجالها. وقد كان الإعجاب به كثيرا لحسن روايته ودرايته. وبعد أن أقام مدة في حلب توجه إلى الآستانة يصحبه السيد أحمد الشماع أحد تلامذة أخواله ، ونزل بمدرسة السلطان الفاتح. ولما اتصل خبر قدومه بأحد رجال الدولة العثمانية الحائز على رتبة قاضيعسكر الأناضول السيد عبد الله آل الباقي الحلبي أسرع في الحال لزيارته ، وعندما رآه ارتجل هذين البيتين :