أهلا بأكرم قادم من سادة |
|
سادوا الأنام بطيّب الأفعال |
أنت الفتى القرشيّ شبل المرتضى |
|
وابن الجليل السيّد الكيّال |
وبعد ما جلس إليه وتحادث معه أضافه في داره وبقي عنده فيها مدة كانت داره كعبة يقصدها الكبير والعظيم ما بين زائر ومستفيد. وفي هذا الوقت بلغه وفاة عمته السيدة آمنة فعاد إلى حلب ، وقد أشار عليه أخواله بتوطنها ففعل ما أشاروا به عليه.
وبدأ يتعاطى مهنة الطبابة حتى اشتهر بها ، وألف كتابا في الطب شرح فيه منظومة الشيخ حسن العطار في فن التشريح وهو موجود بخط يده ، أوله :
الحمد لله الذي لا تكيف حقيقة معرفته العلوم والأفهام ، ولا تحيط بكنه ذاته العقول والأوهام ، ابتدع الأجرام العلوية وزينها بأجمل صورة ، واخترع الأجسام السفلية وكونها على أكمل صفة محصورة ، وجعل العناصر سببا ماديا للكائنات والفاسدات ، والكون والفساد شرطا ذاتيا للمتولدات ، فيحصل منها بواسطة الخلق والتقدير الحيوان والمعدن والنبات ، وقضى من دونها على الإنسان بحسن الخلق والتقويم ، وخص من بينها بالوحي والإلهام والتعليم. ثم بعد الحمد والصلاة على الرسول عليهالسلام القائل : العلم علمان : علم الطب للأبدان وعلم الفقه للأديان.
يقول راجي لطف ربه المتعالي ، محمد الطيار الكيالي : لما كان علم الطب بحرا لا يدرك له قرار ، وتيها واسعا لا يشق له غبار ، وقد دون في أصوله وفروعه الأساطين من اليونانيين ، ثم الفحول من أطباء المسلمين ، وكان ممن ألف فيه الإمام الأوحد الشيخ حسن العطار المصري منظومة في فن التشريح وهي من أجل المختصرات في هذا الفن أردت أن أضع له شرحا لطيفا يسفر عنه النقاب ، ويظهر ما خفي منها تحت الحجاب ، مع زيادات على المصنف تتميما للفائدة مع اعترافي بقلة البضاعة ، والعجز في هذه الصناعة ، فإني في هذا الأمر كمبين منهج في شعاب المسالك المتوعرة ، ومقنن قاعدة في كشف المدارك المتعسرة ..
إلخ.
وقد اطلع على هذا الكتاب صديقنا الطبيب النطاسي السيد عبد الرحمن الكيالي المتخرج من الكلية الأميركية في بيروت ، فكتب عليه بعد مطالعته :