عن العلماء والأفاضل الواردين إلى حلب. ولما ورد الشيخ محمد عقيلة المكي والسيد الأستاذ الشيخ مصطفى الصديقي الدمشقي أخذ عنهما وبايعهما. وقبل الحجة الثانية دخل بلاد الروم واجتمع بعلمائها وحصل عنه وصار له إقبال.
وله تعليقة على الشفاء الشريف ، وتعليقة على «كنوز الحقائق في أحاديث خير الخلائق» ، و «العطايا الكريمية في الصلاة على خير البرية» ، ورسالة في ذكر بعض شيء من آثار الولي الكبير العارف الجد السيد الشيخ مراد الأزبكي نزيل دمشق ، وله رسالة في «تعزية المصاب» ، وله رسالة «في الفرق بين القرآن العظيم والأحاديث القدسية الواردة على لسان النبي صلىاللهعليهوسلم» ، وله رسالة متعلقة بحزب البحر ، ورسالة في قراءة آية الكرسي عقيب الصلوات المكتوبة ، ورسالة سماها «المنح الكريمية الدافعة إن شاء الله تعالى كل محنة وبلية» ورسالة متعلقة بحرز الإمام الشافعي رضياللهعنه قال صلىاللهعليهوسلم يوم الأحزاب فكفاه الله شرهم ، وله رسالة أخرى متعلقة باسميه تعالى الحي القيوم ، ورسالة في أدعية السفر. وله ثبت جامع سماه «بإنالة الطالبين لعوالي المحدثين» (١).
وكان رحمهالله تعالى انتهى إليه في زمنه علو الإسناد ، وألحق بالأباء والأجداد الأبناء والأحفاد ، مكبا على الإفادة ، حتى صار له الاجتهاد طبيعة وعادة. وله همة في مطالعة كتب القوم ، ومع ما فيه من الفضل الباهر له كرم وله رحلات إلى الروم ودمشق عديدة.
وعلى كل حال فقد كان مفيد الطالبين بحلب حاضرها وباديها ، وعلامة الشهباء وناشر العلم بناديها.
توفي في ضحوة يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين ومائة وألف رحمهالله تعالى ا ه.
أقول : هو مدفون في تربة باب المقام. وفي تاريخ ابن ميرو أنه أعقب ولدين هما الشيخ محمد والشيخ مصطفى ، وقد ذكرهما المترجم في آخر ثبته وأنهما كانا مجازين من الشيخ محمد المغربي الشهير بالطيب.
__________________
(١) منه نسخة في مكتبة المدرسة الصديقية في محلة قاضي عسكر وفي مكتبة صالح آغا كتخدا ، وعندي نسخة بخط حديث كانت ناقصة أكملتها بخطي عن النسخة الصديقية.