آثاره العمرانية العامة والخاصة :
سعى بواسطة الإعانة في تأسيس مكتب رشدي ومكتب ابتدائي وعمارة دار وثلاثة دكاكين ألحقها بالمكتب الابتدائي ، وذلك في الإسكندرونة.
وأسس في حيفا مكتبا ابتدائيا للذكور وآخر للإناث. ورمم في عينتاب (٣٤) دارا للفقراء والأرامل والأيتام التي خربت دورهم على إثر الزلزلة التي حصلت هناك. وجدد عمارة جسر (قشيق) في الزيتون ، وكان قد نسف من قبل عصاة الأرمن. وأنشأ هناك ثكنة عسكرية بواسطة الإعانة مبتدئا بنفسه ثم بما جادت به أكف المحسنين وذوي الحمية. وعمر جسر عفرين الشهير وكثيرا من الجسور التي بين حلب والإسكندرونة وبينها وبين عينتاب.
ووقف بالإسكندرونة وفي ناحية أرسوز وقفا على ذريته وفي وجوه البر والإحسان ، وأشفعه بوقف ثان من جملته حمّام في الإسكندرونة من أحسن حمّامات سورية. وأنشأ غرفة لتدريس علم الحديث وغرفة للمدرس خاصة وتحتها غرفة لمبيت الغرباء الفقراء الذين يمرون من الإسكندرونة ، ومكتبا ابتدائيا للصبيان جعل راتب من يتولى التعليم فيه من غلة وقفه. وأنشأ مخفرا بموقع عين الحرامية في منتصف الطريق ما بين الإسكندرونة وأرسوز تأمينا للمارة هناك.
خلقه وخلقه :
كان رحمهالله مربوع القامة ، صبيح الوجه ، ممتلىء البدن ، بشوشا حتى عقب حدته ، وقلما يغضب ، يكره الكبر والخيلاء والتفاخر ، قوي الذاكرة ، محبا للصراحة في النطق ، بعيدا عن الأذى ، كارها للفسق ، متدينا مواظبا على الصلاة ، محبا للعدل وإقامة ميزانه ، وله في ذلك وقائع مشهورة وأخبار مأثورة.
ونال من الرتب الدرجة الأولى من الصنف الأول ، وعلى مقتضى ما كان عليه المترجم من العلم والفضل والدراية يقتضي أن يشغل في الحكومة العثمانية وظيفة أسمى من القائمقامية ، ولكن نفسه الأبية كانت تأبى الخضوع والتملق ، ونوال أمثال هذه الوظائف لابد له من سلوك هذه الطريق وأمثالها ، والمترجم كان بعيدا عن هذه الصفات ، فلذا لم