إذا النفس ناجتني بمطلب راحة |
|
أريها بعزمي عكس ما في المطالب |
فما عاقني عن مطلب العز عائق |
|
وما عابني إلا كثير المعايب |
ومن كان مثلي كامل الحلم والوفا |
|
قليل أعاديه كثير المصاحب |
وهل لي معاد غير حاسد نعمة |
|
وأحمق ذي جهل رديء المشارب |
قنوع من الدنيا الدنية بالمنى |
|
يرى السلم فيها من أجلّ المكاسب |
يعد ذنوبي حجة حسب زعمه |
|
وما لي ذنوب غير بذل الرغائب |
أحب الذي يغدو محبا إلى العلا |
|
وأكره من يكفيه أخذ المواهب |
وإن أطرب الأقوام عود ومنشد |
|
فإن التذاذي صاهلات السلاهب |
وإن حنّ غيري للحسان فإنني |
|
أحنّ إلى ضرب السيوف القواضب |
عجبت لمن أمسى يشبب بالدمى |
|
ويمدح ربات الخدور الكواعب |
فلو كان يدري المجد والفخر والعلا |
|
تخيّر لثم الترب دون الترائب |
فهيا بنا يا دهر إن كنت تبتغي |
|
قراعي وحارب إن أردت تحاربي |
لعمرك قد خابت ظنونك إنما |
|
أنا الصادح المحكي بين الأعارب |
رويدك لا تدري لمن أنت طالب |
|
فخل سبيل الغي واتبع مآربي |
فما كل مطلوب يقدر للفتى |
|
ولا كل ممنوع يفوت لطالب |
وإني من القوم الذين بجدهم |
|
تساموا على كل الكرام النجائب |
إذا سالموا كان السلام بقولهم |
|
وإن ضاربوا كانوا أسود المضارب |
تقول لي العلياء وهي عليمة |
|
بشدة حزمي واشتهار مناقبي |
بحقك ما هذا التواني وإنني |
|
أراك غفولا عن منال المناصب |
عهدتك ذا عزم وحزم وهمة |
|
وقلب جسور عند وقع النوائب |
فقلت لها إني كما تعهدينه |
|
ولكنما الأيام ذات عجائب |
ذريني فقد حنّت قلوصي للسرى |
|
وضاقت بذرعي واسعات السباسب |
فلا صاحب إلّا سنان وصارم |
|
ولا مؤنس إلا حداة الركائب |
جدير لمثلي أن تراءى له العنا |
|
بملعبه يعتاض غير ملاعب |
فلو لا انتقال البدر ما كان كاملا |
|
ولا راقبت مرآه عين مراقب |
وبالمكث يبقى سائغ الماء آسنا |
|
ويعذب إذ يجري لدى كل شارب |
يلومونني [ه] الأعداء فيما أرومه |
|
ولم تدر أن اللوم شر العواقب |