وإنما جربت طعم الفراق فمذ |
|
ذاقت مرارته عضّت على يدها |
وقيّدت بقيود البين مكرهة |
|
واستحكمت للعنا أيدي مقيّدها |
ولم تزل في وثاق البعد والهة |
|
فقيدة لم تجل في فكر منشدها |
حتى استنار ضياء البشر وانفرجت |
|
كرباتها وبدت أنوار مرشدها |
ماست ولا بؤس يعروها سوى أثر |
|
من صمت خلخالها أو ضيق معضدها |
ومذ تلألأت الشهبا بطلعتها |
|
وشاهدت كل عين نور مشهدها |
نادى منادي العلا كفوا مطامعكم |
|
عن درك من قد غدت تجلى لسيّدها |
فرع الرسالة إكليل السيادة نب |
|
راس السعادة أسمى الناس أحمدها |
بدر كواكبه بيت السعود لهم |
|
زهو على الزهر بالزهرا ومحتدها |
ذو فطنة حيث أروت عن دجى شبه |
|
تري الغبيّ خوافي سر أبعدها |
وهمة قد علت في كل مكرمة |
|
فاقت منازل كيوان وفرقدها |
وعزمة شتتت جيش الخطوب وكم |
|
قد فرّقت جمع أخطار بمفردها |
ونفس حر ترى استنهاض همته |
|
عيبا إذا لم تسابق قصد منشدها |
من سادة شرّفت أقدامهم حلب ال |
|
شهبا فماست على الدنيا بسوددها |
في بيتهم مركز الفتوى ولا عجب |
|
إذا زهت حيث حلت أصل معهدها |
قرت بتقريرها عين العباد وقد |
|
ندت أكف الدعا تدعو بمعبدها |
يا من تجلى على الشهبا بأوحدها |
|
فضلا وأرفعها قدرا وأسعدها |
عمرت دار علاء أرخوه أدم |
|
بيت الكواكبي والفتوى لأحمدها |
وأورد له ثمة غير ذلك من النظم والنثر مما يطول ذكره.
وترجمه الفاضل عبد الله ميرو في تاريخه فقال : السيد أحمد العصائبي. نشأ بإدلب وقرأ على كثير من الأفاضل ، وتوطن الشهباء وأخذ عن علمائها. وله أدبية لطيفة ومحاضرات ظريفة ، فمن شعره الذي مدح به محمد أمين أفندي حين ولي قضاء حلب :
بزغت بدور مبرة وهناء |
|
وبدت شموس مسرة ووفاء |
وتلألات أفق القلوب بمطلع الإفضال والإجلال والآلاء
وتهللت غر السعود بطلعة |
|
لألاؤها يزري سنا بذكاء |
مصباح مشكاة الهداية مجمع البحرين صدر شريعة الحنفاء