وتقدم منهم في الجزء السادس ترجمة عثمان بن ميرو المتوفى سنة ١١٤٥ ، والمترجم واسطة عقدهم والسابق في حلبة ميدانهم ، حيث اتسم مع ثروته بسمة العلم وتحلى بحلي الأدب والنبل. وقدمنا في المقدمة أنه ممن تصدى لوضع تاريخ للشهباء ، وأن معظم ما في المرادي من تراجم الحلبيين مأخوذ عنه ، وكان عليه أن يترجمه ويوفيه حقه من الترجمة ولا أدري السبب الذي دعاه إلى إهمال ذلك.
وحيث إني لم أقف له على ترجمة خاصة اضطررت أن التقط ترجمته من أماكن متفرقة ومما وقع لدي من الأوراق فأقول :
ذكر المترجم في ترجمة الشيخ رمضان المتقدمة أنه قرأ عليه في الفقه الغاية وشرحها والخطيب الشربيني وشرح التحرير وشرح الأجرومية للشيخ خالد وشرح الأزهرية له. وقال في ترجمة الشهاب أحمد الوراق : واستجزت الشيخ صالح الجنيني الدمشقي عام ارتحالي صحبة الوالد إلى الشام ، وذلك عام ثلاث وستين ومائة وألف. وذكر في ترجمة محمود ابن عباد العبدلاني الدمشقي أنه ممن أخذ عنه.
وذكر في ترجمة عبد الله بن عبد الشكور الهندي المتوفى بدمشق أنه سمع منه الحديث المسلسل بالأولية وأجازه سنة ١١٧٥. وممن تلقى عنهم العلم الشيخ علي الميقاتي المتقدم ذكره وأثنى عليه ثناء عظيما كما رأيته في آخر نسخة خطية من الشفاء في ورقة بخطه فيها إجازته للمترجم ، ومما جاء فيها بعد الخطبة :
أما بعد ، فقد قرأ عليّ جميع هذا الكتاب الموسوم بالشفا في حقوق المصطفى صلىاللهعليهوسلم المولى المحدث الفاضل ، المحرز قصب السبق بين أهل الفضائل ، البالغ من العلوم مبلغ الشيوخ في باكورة الشباب والأوائل ، ذو الذهن الثاقب ، والفكر الصائب ، والفهم الذي فاق به الأقران ، في حسن التصرف في فنون البيان ، جناب أبي التقى عبد الله جمال الدين جمل الله ببقائه أهل الفضايل ، ابن المولى الكامل الحسن الاسم والمعارف والشمايل ، حسن آغا عرف بميرو زاده ، بلغه الله من أمانيه مراده ، ورحم آباءه وأجداده ، وأوصل أصناف الخير إليه وأسباب السعادة آمين قراءة أنبأت عن علم جم واتقان كثير ، وأخبرت عن فضل كبير ، ولا ينبئك مثل خبير ، أفاد بها واستفاد ، وجمع إلى دقة الفهم علو الإسناد ، ولو لا أن الصدق شرط في المحدث لقلت فاق بها شيخه أو كاد ، وإذا ثبت أن المحدث يروي العالي والنازل ، ويتحمل عن المفضول والفاضل ، وربما اجتمعت في الراوي شروط التحمل