الدمشقي المعروف بالشيخ أبي خالد وتوطن حلب وأخذ في نشر الطريقة الرشيدية في جامع البهرمية كان المترجم في مقدمة من تلقاها عنه ولازمه في قراءة أوراد الطريقة صباحا ومساء مع إخوان الشيخ ، وكان يقوم مقام شيخه عند غيبته ، وبقي على ذلك إلى حين وفاته.
كان رحمهالله صالحا ورعا منجمعا عن الناس ، فيه فضيلة وصفاء سريرة ، ملما بالأدب. وكان لا يتعاطى شرب الدخان ويكره ذلك كرها شديدا ويذهب إلى حرمة تعاطيه ، ويندد بشاربيه في كثير من مجالسه ، وألف في ذلك رسالة في أربعين صحيفة سماها «تبصرة الإخوان في بيان أضرار التبغ المشهور بالدخان» بيّن فيها أقوال الفقهاء وآراء الحكماء ، وهي مطبوعة في مصر سنة ١٣٢٨. وله في ذلك منظومة سماها «عقود الجواهر الحسان في بيان حرمة التبغ المشهور بالدخان» طبعت في مصر أيضا سنة ١٣٣١ ، وهي في كراسة ، قال في أوائلها :
اعلم بأن حرمة الدخان |
|
قال بها جمع من الأعيان |
إليهم يهرع في الأنام |
|
عليهم التعويل في الأحكام |
حجتهم في تلك أصل مقتدى |
|
في الشرع معلوما ضروريا غدا |
وذاك كل ما أضر يحرم |
|
والتبغ ضرّار كما ستعلم |
كذاك من حجتهم في الحرمة |
|
تخديره والنهي من خليفة |
ومثله الإيذاء للملائكة |
|
وذا من اسوأ الفعال المهلكه |
فواحد من هذه الأربعة |
|
يكفي مع انفراده في الحرمة |
ومن نفاها قال إن تحققا |
|
ضرره حرم حتما مطلقا |
وهو محقق لدى ذوي النظر |
|
من أهل طب وهو شرعا معتبر |
إذ قرروا جواز فطر الصائم |
|
بخبر الطبيب ذي المفاهم |
بشرط كونه خبيرا مسلما |
|
لم يشتهر بظاهر الفسق اعلما |
فحيثما اعتبر ذا الخبر في |
|
نظير ذا فعكسه غير خفي |
وعن ذوي الطب تواتر الخبر |
|
بأن ذا الدخان يوجب الضرر |
وأنه من موجب التخدير |
|
مع اتفاقهم بلا نكير |
والخبر المقبول إن تواترا |
|
تعيّن الأخذ به بلا مرا |