ولما طبعت كتاب «الفوائد السمية» وهو شرح العلامة محمد بن الحسن الكواكبي المتوفى سنة ١٠٩٦ لمنظومته في الفقه الحنفي ، كما أوضحته في ترجمته ، وانتهى من الطبع سنة ١٣٢٧ شرع المترجم في وضع حاشية عليه في إحدى وعشرين كراسة بخط دقيق ، قال في أولها : لما طالعت كتاب «الفوائد السمية شرح الفرائد السنية» كتبت عليه بعض عبارات لا تخلو من تقييدات وإيضاحات وإصلاحات أخل بها قلم الناسخ ، وقد زدت مع ذلك بعض فروع يحتاج إليها تتميما للفائدة ، وحيث لم أقف على نسخة خالية من السهو والغلط لأصلح على منوالها نسختي فجمعت ذلك لأتنبه له في المآل لا لأباهي به الأقران والأمثال.
وله أيضا من المؤلفات «منتهى الأرب في قواعد لغة العرب» وهو كتاب مفصل في النحو جعله فصولا ، وهو في ٣٢٥ صحيفة.
وله كتاب «الفوائد السنية في القواعد المنطقية» ، وهو في ٤ كراريس.
ورسالة سماها «الرد التحقيقي على مدعي الإسلام الحقيقي» رد بها على كتاب لبعض المسيحيين سماه «الإسلام الحقيقي» ، قال فيها المسيحي في كتابه : الإسلام هو الخضوع لله. والإيمان هو جوهر الدين. ثم قال المسيحي : للإسلام خمسة أركان :
(الأول) : أن يكون المعبود هو الإله الواحد وهو الله.
(الثاني) : أن يعتقد الإنسان نفسه مخطئا أثيما محتاجا للقداسة.
(الثالث) : أن الخلاص من عذاب الله لا ينال إلا بواسطة مخلص عظيم.
(الرابع) : أنه لا خلاص بدون كفارة.
(الخامس) : أن الخلاص بالإيمان.
وفي بيانه الأركان الخمسة بما ذكره مقال ، وهو أنه تقرر لدى الناس أن ركن الشيء ما تتركب منه حقيقته الظاهرة إلخ. وهي في كراسة.
وكان رحمهالله صالحا ساكنا ، لا يرغب في الاختلاط كثيرا ، مؤثرا للعزلة في الجملة. ظل على ذلك إلى أن غربت شمسه في ربيع الآخر سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعين ، ودفن في تربة الصالحين.