ثم رحل إلى مصر سنة ١٢٨١ وجاور في الأزهر وقرأ ثمة في علوم متعددة على الشيخ حسين البريري والشيخ حسين الطرابلسي الشهير بمنقاره وغيرهم.
وفي سنة ١٢٩٠ عاد إلى حلب وصار يدرّس في الجامع الأموي وفي المدرسة العثمانية ، وحضر عليه بعض الطلبة.
ولما عين جميل باشا واليا على حلب قدم له قصيدة في كل شطرة منها تاريخ ، فكانت سبب تعيينه مفتيا لقضاء حارم سنة ١٢٩٨ ، ومطلعها :
بشراك في منصب يكنوه آيات |
|
إلى المعالي وللشهبا مسرات |
فاهنأ بفخر جزيل جاد موقعه |
|
عند الأنام فوافته الولايات |
ومن نظمه مشطّرا :
ولو علموا في مصر أوصاف خده |
|
وما قد حواه الثغر من أطيب الشهد |
وتالله لو شافوا نضارة وجهه |
|
لما بذلوا في حب يوسف من نقد |
لويما زليخا لو رأين جبينه |
|
يلوح به نور النبوة في المهد |
وقد أنزل الله الكتاب بمدحه |
|
لآثرن بالقطع القلوب على الأيدي |
وقدمنا أبياته التي أرخ فيها بناء منارة الساعة خارج باب الفرج في أواخر الجزء الثالث (١) ، وأبياته التي أرخ فيها بناء جامع عبد الرحمن زكي باشا المدرس في محلة الجميلية.
وله ديوان كبير ، غير أن شعره الذي التزم فيه التاريخ أو التطريز لم يخل من تكلف ، وهو في غير ذلك أحسن.
وكان طويل القامة أسمر اللون كث اللحية لطيف المعاشرة حسن المحاضرة ، يحفظ جملة وافرة من الشعر والآداب العربية فيحاضر بها.
وله من المؤلفات حاشية على مغني الطلاب في المنطق ، وزاد في منظومة ابن وهبان في الفقه الحنفي ثلاثمائة بيت وشرحها ، وله منظومة في علم الفراسة في سبعمائة بيت وشرحها (٢).
__________________
(١) وذلك في الصحيفة ٣٩٢.
(٢) وله أيضا كتاب «دوحة أهل الأدب» يقع في نحو ٤٠٠ صحيفة.