كان متبحرا في فنون العلم من منطوق ومفهوم ، مشتغلا بنشرها وتعليمها وخدمة الحديث والقيام بمصالح الطريق وحل رموزها.
ولد بحلب في ليلة الأربعاء بعد المغرب الثامن والعشرين من ربيع الأول سنة ست ومائة وألف. وكان والده الشيخ العارف معتكفا مع شيخه العالم الرباني الشيخ قاسم الخاني في الخلوة الأربعينية بالمدرسة الحلاوية ، فأخبر شيخه بمجيء ولده المترجم ، فسماه الشيخ محمد هداية الله ، فحصلت الهداية له ، فنشأ المترجم مكبا على طلب العلم ، وتفقه على والده وأخذ عنه الطريق وسلك على يديه ، وأخذ العلم قراءة ومشافهة وإجازة على كثيرين منهم الشيخ سليمان النحوي أخذ عنه وعن الشيخ عبد الرحمن العارف النحوي ، وقرأ المعاني والبيان ومنظومة الأصول على المولى أبي السعود الكواكبي ، وقرأ المنطق والعروض والحساب والفرائض على الشيخ السيد علي الباني ، وقرأ كثيرا من العلوم على الشيخ حسن السرميني ، وأخذ الحديث عن كثير من العلماء كالشيخ محمد عقيلة المكي والشيخ إلياس الكردي والشيخ محمد حياة السندي نزيل المدينة المنورة ، ثم لما جاء ابن الطيب إلى حلب وكان اجتمع به في المدينة لما كان حاجا المترجم سمع منه الحديث المسلسل بالأوليه ، ثم قرأ عليه البخاري في حلب بطرفيه وأجازه.
وجلس على سجادة المشيخة بعد وفاة والده في سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف ، وأخذ عنه الطريق خلق كثيرون. وكان عالما فاضلا مواظبا على الإفادة والإقراء.
وكانت وفاته يوم الأربعاء منتصف شوال سنة سبع وثمانين ومائة وألف رحمهالله تعالى.
وترجمه العلامة الشيخ عبد الرحمن الحنبلي في ثبته «منار الإسعاد» فقال : ومنهم شيخنا الإمام الهمام ، وحيد عصره وزمانه ، وفريد دهره ، معدن السلوك والإرشاد الشيخ محمد ابن المرحوم الشيخ صالح المواهبي الحنفي الحلبي خليفة والده في الطريقة القادرية ، ووارثه في علوم الشريعة النبوية. حضرته رحمهالله تعالى في دروس البخاري وغيره واستفدت منه ودعا لي وأجازني بلفظه إجازة عامة بجميع ما تجوز له وعنه روايته ، وأخذت عليه العهد بعد والده فبايعني ولقنني الذكر ، ولازمته كثيرا في دروسه وفي مجلس الذكر عنده مع ما بيننا من المحبة والمودة الثابتة مدة تنوف على اثنتين وأربعين سنة.
وكان رحمهالله تعالى متبحرا في فنون العلوم من منطوق ومفهوم ، مشتغلا بنشرها