منها لأرباب الوظائف والشعائر وما سيرتب لهم ، وما فضل عن ذلك يختص به الواقف لنفسه مدة حياته ، ثم من بعده على أولاده لصلبه الذكور دون الإناث ، ولا تستحق الأنثى من أولاده ولا يستحق أولادها ذكورا كانوا أو إناثا ما دام أحد من أولاده الذكور. على أنه إذا مات أحد أولاده الذكور عن غير ولد ولا ولد ولد عاد نصيبه إلى من هو في درجته ، ومن مات عن ولد ذكر عاد نصيبه إلى ولده الذكر.
وشرط أن يكون للمدرسة مدرس عالم متمم لجميع مواد العلوم العقلية والنقلية ويكون من صلحاء أكراد ما وراء الموصل من صنجق كوي أو من صنجق بابا أو من صوران أو من غيرهم ، على أن يقرأ يوم الاثنين والخميس التفسير ويقرأ في بقية الأيام إلا يوم الجمعة ما اختاره من علوم المواد وغيرها ، وله في كل يوم ٤٠ عثمانيا فضيا حسابا عن كل ١٢٠ عثمانيا بقرش واحد. وقد عين الواقف الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الكردي من صنجق كوي (١) ، وإذا انحل التدريس يوجه المتولي للتدريس لمن يوجد في المدرسة من الأكراد المذكورين ، وإن لم يوجد في المدرسة المرقومة من الأكراد يوجه التدريس لمن يوجد من الأكراد المذكورين في البلدة ، وإن لم يوجد ينيب المتولي أحدا في خدمة التدريس المذكور بالوظيفة إلى أن يقدم إلى البلدة من علماء الأكراد من هو بهذه الصفات.
وشرط محدثا يقرأ الحديث يوم الثلاثاء والجمعة في كل يوم عشر عثمانيات. وشرط محدثا حنيفا يقرأ يوم الأربعاء والأحد وله في كل يوم عشر عثمانيات. وقد وجه الشيخ محمد بن الشيخ صالح المواهبي وشرط أن يكون لكل مدرس من المدرسين الثلاثة معيد وعين لكل معيد في كل يوم ٤ عثمانيات ، وتعيين المعيدين راجع للمدرسين ، وشرط أن
__________________
(١) قال الفاضل ابن ميرو في تاريخه : أحمد بن إبراهيم الكردي الشافعي الصوراني مدرس مدرسة طه زاده بحلب. مولده بصوران سنة ١١١٧ ، وقدم حلب سنة ١١٦٤ ، قرأ ببلده على العلامة عمر المحمودي والعلامة أبي بكر التوسكي والعلامة محمود العبدلاني ، وحج سنة ١١٧٤ ورجع لحلب ، ثم عاد إلى بيت المقدس وأخذ عمن لقيه من المشايخ ، ومنها إلى القاهرة وأخذ عن العلامة الكبير أحمد الملوي والعلامة محمد الحفني ، والآن هو بحلب متصدر للإفادة متخل للعبادة ، وهو من أفراد الدهر ا ه.
أقول : لم يذكر تاريخ وفاته لتأخرها عنه ، ومجيئه إلى حلب كان في السنة التي عاد بها الواقف من قضاء بغداد ويغلب علي الظن أنه اجتمع به فيها وأعجب بعلمه وفضله وصلاحه فاستحضره معه ، وبعد أن فرغ من بناء مدرسته عينه مدرسا فيها ، ولشغفه فيه شرط في كتاب وقفه أن يكون المدرس من صلحاء أكراد ما وراء الموصل من صنجق كوي. إلخ.