نحو من وكم وقط وإذ ، والفتح في الأفعال التي لم تجر مجرى المضارعة قولهم ضرب وكذلك كل بناء من الفعل كان معناه فعل ولم يسكّنوا آخر فعل لان فيها بعض ما في المضارعة تقول هذا رجل ضربنا فتصف بها النكرة وتكون في موضع ضارب إذا قلت «هذا رجل ضارب» وتقول إن فعل فعلت فيكون في معنى ان يفعل أفعل فهي فعل كما أن المضارع فعل وقد وقعت موقعها في إن ووقعت موقع الاسماء في الوصف كما تقع المضارعة في الوصف فلم يسكّنوها كما لم يسكّنوا من الاسماء ما ضارع المتمكن ولا ما صيّر من المتمكّن في موضع بمنزلة غير المتمكن فالمضارع من «عل» حرّكوه لانهم قد يقولون من عل فيجرّونه وأما المتمكن الذي جعل بمنزلة غير المتمكن في موضع فقولك : ابدأ بهذا أول ويا حكم والوقف قولهم اضربه في الأمر لم يحركوها لانها لا يوصف بها ولا تقع موقع المضارعة فبعدت من المضارعة بعدكم وإذ من المتمكنة وكذلك كل بناء من الفعل كان معناه افعل ، والفتح في الحروف التي ليست إلا لمعنى وليست بأسماء ولا أفعال قولهم سوف وثم والكسر فيها قولهم في باء الاضافة ولامها بزيد ولزيد والضمّ فيها منذ فيمن جرّ بها لانها بمنزلة من في الايام والوقف فيها قولهم من وهل وبل وقد ، ولا ضمّ في الفعل لانه لم يجىء ثالث سوى المضارع وعلى هذين المعنيين بناء كل فعل بعد المضارع.
وأعلم انك إذا ثنيت الواحد لحقته زيادتان الاولى منهما حرف المدّ واللين وهو حرف الاعراب غير متحرّك ولا منّون تكون في الرفع ألفا ولم تكن واوا ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حدّ التثنية وتكون في الجرّ ياء مفتوحا ما قبلها ولم يكسر ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حدّ التثنية وتكون في النصب كذلك ولم يجعلوا النصب ألفا ليكون مثله في الجمع وكان مع هذا أن يكون تابعا لما الجرّ منه أولى لان الجرّ للاسم لا يجاوزه والرفع قد ينتقل الى الفعل فكان هذا أغلب وأقوى وتكون الزيادة الثانية نونا كأنها عوض لما منع من الحركة والتنوين وهي النون وحركتها الكسر وذلك قولك هما الرجلان ، ورأيت الرجلين ، ومررت بالرجلين ، واذا جمعت على حدّ التثنية لحقتها زيادتان الاولى منهما حرف المدّ واللين والثانية نون وحال الاولى في السكون وترك التنوين وأنها حرف الاعراب حال
__________________
ـ وميلا اليه ، وتهمها بعلم لسان العرب وحرصا عليه ، أمر باستخراج شواهد كتاب سيبويه أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر رحمة الله عليه وتلخيصها منه ، وجمعها في كتاب يخصها ويفصلها عنه مع ـ