ذات مرة ، وكذلك سير عليه ليلا ونهارا اذا أردت ليل ليلتك ونهار نهارك لأنه انما يجرى على قولك سير عليه بصرا وسير عليه ظلاما إلا أن تريد معنى سير عليه ليل طويل ونهار طويل فهو على ذلك الحدّ غير متمكّن ، وفي هذا الحال متمكّن كما أن السّحر بالألف واللام متصرّف في المواضع التي ذكرت ، وبغير الالف واللام غير متمكّن فيها ، وذو صباح بمنزلة ذات مرة ، تقول سير عليه ذا صباح ، أخبرنا بذلك يونس عن العرب إلا أنه قد جاء في لغة لخثعم مفارقا لذات مرة وذات ليلة ، وأمّا الجيدة العربية فأن يكون بمنزلتها ، وقال رجل من خثعم : [وافر]
(١) عزمت على إقامة ذي صباح |
|
لشيء مّا يسوّد من يسود |
فهو على هذه اللغة يجوز فيه الرفع ، وجميع ما ذكرنا من غير المتمكن اذا ابتدأت اسما لم يجز أن تبنيه عليه وترفع إلا أن تجعله ظرفا ، وذلك قولك موعدك سحيرا وموعدك صباحا ، ومثل ذلك إنه ليسار عليه صباح مساء انما معناه صباحا ومساء وليس يريد بقوله صباحا ومساء صباحا واحدا ومساء واحدا ولكنه يريد صباح أيامه ومساءها ، فليس يجوز هذه الاسماء التي لم تتمكن من المصادر التي وضعت للحين وغيرها من الاسماء أن تجرى مجرى يوم الجمعة وخفوق النجم ونحوهما.
ومما يختار فيه أن يكون ظرفا ويقبح أن يكون غير ظرف صفة الأحيان تقول سير عليه طويلا وسير عليه حديثا وسير عليه كثيرا ، وسير عليه قليلا ، وسير عليه قديما ، وانما نصب صفة الأحيان على الظرف ولم يجز الرفع لأن الصفة لا تقع مواقع الأسماء كما أنه لا يكون إلا حالا قولة ألا ماء ولو باردا ، لأنه لو قال ولو أتاني بارد كان قبيحا ولو قلت أتيتك بجيّد كان قبيحا حتى تقول بدرهم جيد ، وتقول أتيتك به جيدا فكما
__________________
(١٩٨) الشاهد فيه جردى صباح بالاضافة اتساعا ومجازا والوجه فيه أن يستعمل ظرفا لقلة تمكنه واذا جاز أن يضاف اليه فيجر جاز أن يخبر عنه فيرفع فيقول سير عليه ذو صباح وذات مرة وهذا قليل لم يسمع الا في هذه اللغة* يقول عزمت على الاقامة في الصباح وتأخير الغارة على العدو الى أن يرتفع النهار ثقة منى بقوّتي عليهم وظفرى بهم ، ثم بين أنه استحق ان يسود قومه بما عنده من صحة الرأى وشدة العزم فقال لامر ما يسوّد من يسود وما زائدة للتأكيد ويروى يسوّد أي عزمت على هذا الذى قبله السودد والشرف يسّود صاحبه ويشرفه.