٤ (١) ألم تعلم مسرّحى القوافى |
|
فلا عيّا بهنّ ولا اجتلابا |
أي تسريحى القوافى وكذلك تجرى المعصية مجرى العصيان والموجدة بمنزلة المصدر لو كان الوجد يتكلّم به ، قال الشاعر (وهو عمرو بن أحمر بن العمر الباهلي) : [طويل]
(٢) تداركن حيّا من نمير بن عامر |
|
أسارى تسام الذلّ قتلا ومحربا |
فان قلت ذهب به مذهب أو سلك به مسلك رفعت لأن المفعل هيهنا ليس بمنزلة الذّهاب والسّلوك وإنما هو الوجه الذي يسلك فيه والمكان الذي يذهب اليه وانما هو بمنزلة قولك ذهب به السّوق وسلك به الطريق ، وكذلك المفعل اذا كان حينا نحو قولهم أتت الناقة على مضربها أي على زمان ضرابها وكذلك مبعث الجيوش تقول سير عليه مبعث الجيوش ومضرب الشّول ، قال حميد بن ثور الهذلي : [طويل]
(٣) وما هي إلّا في إزار وعلقة |
|
مغار بن همّام على حىّ خثعما |
فصّير مغارا وقتا وهو ظرف.
__________________
(٢٠٠) الشاهد فيه جرى المسرح مجرى التسريح وعمله كعمله لأن معناه كمعناه* يقول أنا أسرح القوافي وأطلقها من عقالها اقتدارا عليها ، وهذا مثل لتأتيها له وتيسرها عليه ، ثم قال فلا عيابهن ولا اجتلابا أي لا أجتلبها من شعر غيري ، والمعنى لا أسرقها وسكن الياء من القوافي ضرورة وهي في موضع نصب بالمسرح.
(٢٠١) الشاهد فيه قوله ومحربا وهو بمعنى الحرب فبناه على فعل فالحرب السلب ، ويجوز أن يكون من الغضب يقال حربت حربا ومحربا اذا غضبت* وصف أن خيله قد أدركت حيا من نمير قد أسرهم الذل والخسف بقتل بعضهم وسلب بعضهم فاستنقذنهم من أيدي العدو الآسر لهم والشاعر من باهلة بن اعصر وهم من قيس أيضا فلذلك ذكر استنقاذهم لهم لانهم اخوتهم.
(٢٠٢) الشاهد فيه نصب مغار على الظرف والتقدير مذاغارة ابن همام وقد غلط سيبويه في جعله المغار ظرفا وقد تعدى الى حى خثعم بعلى والظرف لا يتعدى ، وزعم الراد عليه ان نصبه على المصدر المشبه به والعامل فيه معنى قوله وما هي الا في ازار وعلقة لانه دال على العرى وقلة اللباس ، وكان ابن همام لا يغير الا عريانا فيما زعم الراد فكانه قال وما هي الاصغيرة تتعرى ـ