الوصف ما كان حالا ، ولا يجوز أن تدخل الألف واللام في السّير اذا كان حالا كما لم يجز أن تقول ذهب به المشي العنيف وأنت تريد أن تجعله حالا ، قال الراعي : [بسيط]
(١) نظّارة حين تعلو الشمس راكبها |
|
طرحا بعيني لياح فيه تحديد |
فأكّد بقوله طرحا وشدّد لأنه يعلم المخاطب حين قال نظّارة أنها تطرح ، وان شئت قلت سير عليه السّير كما قلت سير عليه سير شديد ، وإن وصفته كان أقوى وأبين كما كان ذلك في قوله سير عليه ليل طويل ونهار طويل وجميع ما يكون بدلا من اللفظ بالفعل لا يكون إلّا على فعل قد عمل في اسم لأنك لا تلفظ بالفعل فارغا فمن ثم لم يكن فيه الرفع في كلامهم لأنه انما يعمل فيه ما هو بدل من اللفظ به إلّا أنه صار كأنه فعل قد لفظ به فأولى ما عمل فيه ما هو بمنزلة اللفظ به.
ومما يسبق فيه الرفع من المصادر لأنه يراد به أن يكون في موضع غير المصدر قوله قد خيف خوف ، وقد قيل في ذلك قول إنما يريد قد خيف منه أمر أو شىء ، وقد قيل في ذلك خير أو شرّ ، ومثل هذا في المعنى كان منه كون أي كان من ذلك أمر وإن حملته على ما حملت عليه السير والضرب في التوكيد حالا وقع فيه الفعل أو بدلا من اللفظ بالفعل نصبت ، واذا كان المفعل مصدرا أجرى مجرى ما ذكرنا من الضرب والسير وسائر المصادر التي ذكرنا ، وذلك قولك إنّ في ألف درهم لمضربا ، فاذا قلت ضرب به مضربا ، وان رفعت رفعت ، ومثل ذلك سرّح به مسرّحا أي تسريحا فالمسرّح والتسريح بمنزلة الضّرب والمضرب ، قال جرير : [وافر]
__________________
(١٩٩) الشاهد فيه قوله طرحا ونصبه على المصدر المؤكد به لانه لما قال نظارة علم أنها تطرح بصرها وترمي به يمينا وشمالا فكأنه قال تطرح نظرها طرحا* وصف ناقته بالنشاط وحدة النظر عند الكلال والسير في الهاجرة اذا صارت الشمس على قمة الرأس فعلت راكبها واللياح الابيض اللائح يعنى ثورا وحشيا ، والتحديد حدة النظر أو جدة النشاط ويروى تجديد بالجيم وهو من الجدة والجدة خطة سوداء تخالف لونه وكذلك بقر الوحش.