الحظيّة في التفسير الاول ، ومثل ذلك قد مررت برجل إن طويلا وإن قصيرا وامرر بأيّهم أفضل إن زيدا وإن عمرا ، وقد مررت برجل قبل ، إن زيدا وإن عمرا ، لا يكون في هذا إلا النصب لأنه لا يجوز أن يحمل الطويل والقصير على غير الأول ولا زيدا ولا عمرا ، وأمّا إن حق وإن كذب فقد تستطيع أن لا تحمله على الاول فتقول إن كان فيه حق أو كان فيه كذب أو إن وقع حق أو باطل ولا يستقيم في ذا أن تريد غير الاول اذا ذكرته ولا تستطيع أن تقول إن كان فيه طويل أو كان فيه زيد ولا يجوز على إن وقع ، وقالت ليلى الأخيلية : [كامل]
(١) لا تقر بنّ الدّهر آل مطرّف |
|
إن ظالما أبدا وإن مظلوما |
وقال ابن همام السّلولى : [متقارب]
(٢) وأحضرت عذرى عليه الشّهو |
|
د إن عاذرا لى وإن تاركا |
فنصبه لأنه عنى الأمير المخاطب ، ولو قال إن عاذر لى وإن تارك يريد إن كان لي في الناس عاذر أو غير عاذر جاز ، وقال النابغة الذبياني : [كامل]
(٣) حدبت علىّ بطون ضنّة كلّها |
|
إن ظالما فيهم وإن مظلوما |
__________________
(٢١٠) الشاهد فيه نصب ما بعد ان على ما تقدم ولا يجوز هنا الرفع لأنه صفة للمخاطب والتقدير لا تقربنهم ان كنت ظالما أو مظلوما* تمدح قومها من بني عامر وتصفهم بالقوة فتقول لا تقربنهم ظالما فانك لا تستطيعهم ولا مظلوما فيهم طالبا للانتصار منهم فانك تعجز عن مقاومتهم لعزتهم وقوتهم ويروي إلّ مطرف وهو الصحيح.
(٢١١) الشاهد فيه كالشاهد الذى في قبله والنصب فيه الوجه لانه عنى الأمير الذي خاطبه وكان قد قذف عنده بذنب فبين عذره واستشهد على براءته فيقول ان احضرت عذري وعليه شهود يحققونه ، كنت عاذرا لى أيها الأمير أو تاركا أي غير عاذر لي والرفع جائز على معنى ان كان في الناس عاذر أو تارك على العموم ويكون الأمير داخلا فيهم.
(٢١٢) الشاهد فيه كالشاهد في الذي قبله وهو بيت ليلى الاخيلية وعلته كعلته* يقول هذا منتسبا الى ضنة وهي قبيلة من عذرة وكان هو وأهل بيته ينسبون اليها وينفون عن بني ذبيان فحقق انتسابه الى عذرة فقال حدبت عليّ بطون بها أي عطفت لأني منهم ونصرتني ظالما كنت أو مظلوما لأني أحدهم ويروى ضبة وهو تصحيف.