الاسماء على الاسماء ، واعلم أنه لا يجوز لك أن تقول عبد الله المقتول وأنت تريد كن عبد الله المقتول لأنه ليس فعلا يصل من شيء الى شيء ولأنك لست تسير الى أحد ، ومن ذلك قول العرب : [رجز]
(١) من لد شولا فالى إتلائها
نصب لأنه أراد زمانا والشّول لا يكون زمانا ولا مكانا فيجوز فيها الجرّ كقولك من لد صلاة العصر الى وقت كذا وكقولك من لد الحائط الى مكان كذا فلما أراد الزمان حمل الشّول على شيء يحسن أن يكون زمانا اذا عمل في الشّول ولم يحسن إلّا ذا كما لم يحسن ابتداء الاسماء بعد إن حتّى أضمرت ما يحسن أن يكون بعدها عاملا في الاسماء فكذلك هذا كأنك قلت من لد أن كانت شولا فالى إتلائها ، وقد جرّه قوم على سعة الكلام وجعلوه بمنزلة المصدر أي جعلوا الشّول بمنزلة المصدر كأنه قال شالت شولا فأضافوا لد الى الشول وجعلوه بمنزلة الحين ، كما تقول لد مقدم الحاج فمقدم مصدر قد جعلوه بمنزلة الحين ، وإنما يريد حين كذا وكذا وان لم يكن في قوّة المصادر لأنها لا تتصرّف تصرّفها.
واعلم أنه ليس كلّ حرف يظهر بعده الفعل يحذف فيه الفعل ولكنّك تضمر بعد ما أضمرت فيه العرب من الحروف والمواضع وتظهر ما أظهروا ، وتجري هذه الأشياء التي هي على ما يستخفّون بمنزلة ما يحذفون من نفس الكلام وممّا هو في الكلام على ما أجروا فليس كلّ حرف يحذف منه شيء ويثبت فيه نحو يك ويكن ولم ابل
__________________
(٢١٤) الشاهد فيه نصب شول على اضمار كان لوقوعها في مثل هذا كثيرا والتقدير عنده من لد أن كانت شولا وهي التي ارتفعت ألبانها للحمل الى اتلائها الى أن صارت متلية يتلوها أولادها بعد الوضع ، ويجوز جر الشول على تقديرين أحدهما أن يريد الزمان فكأنه قال من لدن زمان شولها أي ارتفاع لبنها ويكون الشول مصدرا على هذا التقدير ثم يحذف الزمان ويقام الشول مقامه ، والتقدير الثاني من لدن كون شولها ووقوعها في اتلائها فتحذف الكون وتقيم الشول مقامه كما تقدم في التقدير الأول ، ولد محذوفة من لدن لكثرة الاستعمال.