العرب ، ومثله لعمر بن أبي ربيعة : [بسيط]
(١) هل تعرف اليوم رسم الدّار والطّللا |
|
كما عرفت بجفن الصّيقل الخللا |
دار لمروة اذ أهلى وأهلهم |
|
بالكانسيّة نرعى اللهو والغزلا |
فاذا رفعت فالذى في نفسك ما أظهرت واذا نصبت فالذي في نفسك غير ما أظهرت ، ومما ينتصب في هذا الباب على اضمار الفعل المتروك اظهاره انتهوا خيرا لكم ووراءك أوسع لك وحسبك خيرا لك ، اذا كنت تأمر ، ومن ذلك قول الشاعر وهو ابن أبي ربيعة : [سريع]
(٢) فواعديه سر حتى مالك |
|
أو الرّبا بينهما أسهلا |
وانما نصبت خيرا لك وأوسع لك لأنك حين قلت انته فانت تريد أن تخرجه من أمر وتدخله في آخر ، وقال الخليل كأنّك تحمله على ذلك المعنى كأنّك قلت انته وادخل فيما هو خير لك فنصبته لأنك قد عرفت أنّك اذا قلت له انته أنّك تحمله على أمر آخر فلذلك انتصب وحذفوا الفعل لكثرة استعمالهم ايّاه في الكلام ولعلم المخاطب أنّه محمول على أمر حين قال انته فصار بدلا من قوله ائت خيرا لك وادخل فيما هو خير لك ، ونظير ذلك قوله انته يا فلان أمرا قاصدا انما أردت انته وأت أمرا قاصدا الا أنّ هذا يجوز لك فيه اظهار الفعل فانما ذكرت لك ذا لأمثّل لك الأوّل به لأنه قد كثر
__________________
(٢٢٤) القول فيه كالقول في الذي قبله وعلته كعلته* شبه رسوم الدار في اختلافها وحسنها في عينه بتوشية الخلل وهي أغشية جفون السيوف واحدتها خلة ، والكانسية موضع بعينه ومعنى نرعى اللهو والغزلا نلتزمهما ونحافظ عليهما والغزل مغازلة النساء.
(٢٢٥) الشاهد فيه نصب أسهل باضمار فعل دل عليه ما قبله لانه لما قال فواعديه سر حتى مالك أو الربا بينهما علم انه مزعج لها داع الى اتيان أحدهما فكأنه قال ائتني أسهل الامرين عليك ، وغير سيبويه يقدره يكن أسهل عليك وقد بين بطلان مثل هذا وعلة امتناعه وسرحتا مالك موضع بعينه والسرحتان شجرتان شهر الموضع بهما والربا جمع ربوة وهي المشرف من الارض.