قبل ، قال قصنب بن أمّ صاحب : [بسيط]
(١) مهلا أعاذل قد جرّبت من خلقي |
|
أنّى اجود لأقوام وان ضننوا |
ومن العرب من يثقّل الكلمة إذا وقف عليها ولا يثّقلها في الوصل فاذا كان في الشعر فهم يجرونه في الوصل على حاله في الوقف نحو سبسبّا وكلكلّا لأنهم قد يثقّلونه في الوقف فأثبتوه في الوصل كما أثبتوا الحذف في قوله لنفسه مقنعا وإنما حذفه في الوقف ، قال رؤبة [رجز]
(٢) ضخم يحبّ الخلق الأضخمّا
يروى بكسر الهمزة وفتحها وقال بعضهم الضّخّما بكسر الضاد وقال أيضا في مثل لنفسه مقنعا ، وهو الشماخ : [وافر]
(٣) له زجل كأنه صوت حاد |
|
إذا طلب الوسيقة أو زمير |
وقال حنظلة بن فاتك : [طويل]
__________________
(٩) أراد ضنوا فبناء على الاصل وأظهر التضعيف ضرورة شبهه بما استعمل في الكلام مضافا على أصله نحو لححت عينه اذا التصقت وضبب البلد كثرت ضبابه وألل السقاء اذا تغير ريحه* وصف انه جواد لا يصرفه العذل عن الجود وان كان الذي يجود عليه ما نعاله بخيلا بما له وانما يريد ان جوده سجية فلا سبيل الى أن يكفه العذل عنه.
(١٠) أراد الاضخم فشدد في الوصل ضرورة تشبيها بما يشدد في الوقف اذ قيل هذا أكبر وأعظم ولو قال الاضخم فوقف على الميم لم تكن فيه ضرورة ولكنه لما وصل القافية بالالف خرجت الميم عن حكم الوقف لان الوقف على الالف لا عليها ولذلك مثل سيبويه بسبسبا وكلكلا وروى الأضخما بكسر الهمزة والضخما بكسر الضاد فالضرورة على روايته لان إفعلا.
وفعلا موجودان في الكلام كثيرا نحو إرزب وخدب وانما الضرورة في فتح الهمزة لان أفعلا ليس بموجود* وصف رجلا بشرف الهمة وعظم الخليقة ونسبه الى الضخم اشارة الى ذلك ولم يرد ضخم الجثة قال الله عزوجل (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) والعظم والضخم سواء.
(١١) أراد كأنهو فحذف الواو ضرورة وقد تقدمت علته* وصف حمار وحش هائجا فيقول اذا طلب وسيقته وهي انثاء التي يضمها ويجمعها وهي من وسقت الشيء أي جمعته صوت بها وكأن صوته لما فيه من الزجل والحنين ومن حسن الترجيع والتطريب ، وصوت حاد بلبل يتغنى ويطربها أو صوت مزمار ، والزجل صوت فيه حنين وترنم.