(١) وأيقن أنّ الخيل إن تلتبس به |
|
يكن لفسيل النّخل بعده آبر |
وقال رجل من باهلة : [بسيط]
(٢) أو معبر الظّهر ينبي عن وليّته |
|
ما حجّ ربّه في الدنيا ولا اعتمرا |
وقال الاعشى : [طويل]
(٣) وماله من مجد تليد وماله |
|
من الريح حظ لا الجنوب ولا الصبا |
وقال : [بسيط]
(٤) بيناه في دار صدق قد أقام بها |
|
حينا يعلّلنا وما نعلّله |
__________________
(١٢) أراد بعد هو فحذف الواو ضرورة كما تقدم والبيت يتأول على معنيين أحدهما وهو الاصح أن يكون وصف جبانا فيقول أيقن أنه التبست به الخيل قتل فصار ماله الى غيره فكع وانهزم ، والمعنى الآخر أن يكون وصف شجاعا فيقول قد علم انه ان ثبت وقتل لم تتغير الدنيا بعده وبقي من أهله من يخلفه في حرمه وماله فثبت ولم يبال بالموت وفسيل النخل صغاره واحدته فسيلة والآبر المصلح له القائم عليه والابار تلقيح النخل.
(١٣) أراد ربهو فحذف الواو ضرورة وقد تقدمت علته* وصف لصا يتمني سرقة بعير لم يستعمله ربه في سفر لحج أو عمرة فينصبه ، والمعبر الظهر الكثير وبره الممتلئة ومعنى ينبي عن وليته يجعلها تنبو عنه لسمنه وكثرة وبره وكان ينبغي أن يقول تنبى وليته عن ظهره فقلب لأنه إذا أنبأها عن ظهره فقد أنبى ظهره عنها والولية البرذعة.
(١٤) أراد لهو فحذف الواو ضرورة كما مرقبله هجا بالبيت رجلا فيقول هو لئيم الأصل لم يرث مجدا ولا كسب خيرا فضرب له المثل بقلة خيره بنفي حظه من الريحين الجنوب والصبا لأن الجنوب والصبا أكثر الرياح عندهم خيرا والجنوب تلقح السحاب والصبا تلقح الأشجار وقد يتأول على معنى انه لا خير عنده ولا شر كما يقال فلان لا ينفع ولا يضر أي ليس بشيء يعبأ به لان الصبا عند بعضهم لا تأتي بخير ، والتليد القديم ورفع الجنوب والصبا على البدل من الحظ لان الحظ ههنا جزء من الريح والريح في معنى الرياح لانه اسم جنس ثم بين الحظ الذي نفى عنه بالريحين ويجوز خفض الجنوب على البدل من الريح.
(١٥) أراد بينا هو فسكن ضرورة ثم حذف فادخل ضرورة على ضرورة وعلته كعلة حذف الياء في قوله «اذه من هواكا» وقد تقدم شرحه* وصف رجلا سيدا فاجأته المنية فاخترمته فيقول بينا هو في خير وصلاح حال يعللنا بالطعام والشراب والمعروف والافضال ذهبت به المنية ففقدناه وجواب بيناه فيما يتصل بالبيت ، والصدق ههنا الخير والصلاح.