ويحتملون قبح الكلام حتى يضعوه في غير موضعه لانه مستقيم ليس فيه نقص فمن ذلك.
قول عمر بن أبي ربيعة : [طويل]
(١) صددت فأطولت الصّدود وقلّما |
|
وصال على طول الصدود يدوم |
وإنما الكلام قلّ ما يدوم وصال وجعلوا ما لا يجرى في الكلام إلا ظرفا بمنزلة غيره من.
الاسماء وذلك قول المرار بن سلامة العجلي : [طويل]
(٢) ولا ينطق الفحشاء من كان منهم |
|
إذا جلسوا منا ولا من سوائنا |
وقال الاعشى : [طويل]
(٣) وما قصدت من أهلها لسوائكا
وقال خطام المجاشعي : [رجز]
__________________
(١٦) أراد وقلما يدوم وصال فقدم وأخر مضطرا لاقامة الوزن والوصال على هذا التقدير فاعل مقدم والفاعل لا يتقدم في الكلام الا أن يبتدأ به وهو من وضع الشيء في غير موضعه ونظيره قول الزباء* ما للجمال مشيها وئيدا* أي وئيدا مشيها فقدمت وأخرت ضرورة وفيه تقدير آخر وهو أن يرتفع بفعل مضمر يدل عليه الظاهر فكأنه قال وقلما يدوم وصال يدوم وهذا أسهل في الضرورة والأول أصح معنى وأن كان أبعد في اللفظ لان قلما موضوعة للفعل خاصة بمنزلة ربما فلا يليها الاسم البتة وقد يتجه ان تقدر ما في قلما زائدة مؤكدة فيرتفع الوصال.
بقل وهو ضعيف لأن ما انما تزاد في قل ورب لتليهما الافعال وتصيرا من الحرف المخترعة لها وأجرى أطولت على الأصل ضرورة شبهه بما استعمل في الكلام على أصله نحو استحوذ وأعيلت المرأة وأخيلت السماء يقول ان العاشق الوصول اذا أديم هجرانه يئس فطابت نفسه بالقطيعة.
(١٧) أراد غيرنا فوضع سواء موضع غير ضرورة وكان ينبغي أن لا يدخل من عليها لانها.
لا تستعمل في الكلام الا ظرفا ولكنه جعلها بمنزلة غير في دخول من عليها لان معناها كمعناها.
* وصف نادى قومهم ومتحدثهم بالتوقير والتعظيم فيقول لا ينطق الفحشاء من كان في نادينا من قومنا أو من غيرنا اذا جلسوا للحديث اجلالا لنا وتعظيما.
(١٨) أراد لغيرك وهو مثل الأول وقد تقدمت علته* وصف أنه معول في قصده على هذا الممدوح دون خاصة أهله وجعل الفعل للناقة مجازا وصدر البيت* تجانف عن جو اليمامة ناقتي* والتجانف الانحراف.