والمصدر النّشدان والنّشدة ، وهذا ذكر معنى سبحان ، وانما ذكر ليبيّن لك وجه نصبه وما أشبهه زعم أبو الخطّاب أنّ سبحان الله كقولك براءة الله من السّوء ، كأنه يقول أبرّىء براءة الله من السوء وزعم أن مثله قول الشاعر (وهو الاعشى) [سريع]
(١) أقول لمّا جاءني فخره |
|
سبحان من علقمة الفاخر |
أي براءة منه ، وأمّا ترك التنوين في سبحان فانما ترك صرفه لأنه صار عندهم معرفة وانتصابه كنصب الحمد لله ، وزعم أبو الخطاب أن مثله قولك للرجل سلاما تريد تسلّما منك كما قلت براءة منك تريد لا ألتبس بشيء من أمرك ، وزعم أن أبا ربيعة كان يقول اذا لقيت فلانا فقل له سلاما فزعم أنه سأله ففسّره له بمعنى براءة منك ، وزعم أنّ هذه الآية مفعول بها (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) بمنزلة ذلك ، لأن الآية فيما زعم مكية ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلّموا على المشركين ولكنه على قوله براءة منكم وتسلّما لا خير بيننا وبينكم ولا شرّ ، وزعم أن قول الشاعر (وهو أميّة ابن أبي الصّلت) : [وافر]
(٢) سلامك ربّنا في كلّ فجر |
|
بريئا ما تغنّثك الذّموم |
على قوله براءتك ربنّا من كل سوء فكلّ هذا ينتصب انتصاب حمدا وشكرا ، إلا أن هذا يتصرّف وذاك لا يتصرّف ، ونظير سبحان الله في البناء من المصادر والمجرى لا في المعنى غفران لأن بعض العرب يقول غفرانك لا كفرانك يريد استغفارا لا
__________________
(٢٦٧) الشاهد فيه نصب سبحان على المصدر ولزومها للنصب من أجل قلة التمكن وحذف التنوين منها لأنها وضعت علما للكلمة فجرت في المنع من الصرف مجرى عثمان ونحوه ، ومعناها البراءة والتنزيه* يقول هذا لعلقمة بن علاثة الجعفري في منافرته لعامر بن الطفيل وكان الاعشى قد فضل عامرا وتبرأ من علقمة وفخره على عامر.
(٢٦٨) الشاهد فيه قوله سلامك ونصبه على المصدر الموضوع بدلا من اللفظ بالفعل ومعناه البراءة والتنزيه وهو بمنزلة سبحانك في المعنى وقلة التمكن ، ونصب بريئا على الحال المؤكدة والتقدير أبرئك بريئا لأن معنى سلامك كمعنى أبرئك ، ومعنى تغنثك تعلق بك وهي بالثاء ثلاث نقط والذموم جمع ذم أي لا تلحقك صفة ذم.