(١) فوردن والعيّوق مقعد رابيء الضّرباء خلف النّجم لا يتتلّع وهو منك مناط الثّريّا
وقال الأخوص بن محمد الانصاري : [طويل]
(٢) وإنّ بني حرب كما قد علمتم |
|
مناط الثّريّا قد تعلّت نجومها |
وقال هو منّي معقد الازار فاجرى هذا مجرى قولك هو منّي مكان السارية وذلك لأنها أماكن ومعناها هو منّى في المكان الذي يقعد فيه الضرباء وفي المكان الذي نيط به الثّريّا وبالمكان الذي ينزل به الولد ، وأنت في المكان الذي تقعد فيه القابلة وبالمكان الذي يعقد فيه الازار فانما أراد هذا المعنى ولكنه حذف الكلام ، وجاز ذلك كما جاز دخلت البيت وذهبت الشام لأنها أماكن وان لم تكن كالمكان ، وليس يجوز هذا في كل شيء ، لو قلت هو منّي مجلسك ومتّكأ زيد ومربط الفرس لم يجز ، فاستعمل من هذا ما استعملت العرب وأجز منه ما أجازوا ، ومن ذلك قول العرب هو منّي درج السّيل أي مكان درج السيل من السيل ، قال الشاعر (وهو ابراهيم بن هرمة) : [وافر]
__________________
(٣١٧) الشاهد فيه نصب مقعد على الظرف مع اختصاصه تشبيها له بالمكان لأن مقعد الرابيء مكان من الامكنة المخصوصة والفعل يعمل في المكان مختصا ، ومبهما وجاز ذلك في مثل مقعد رابيء الضرباء ولم يجز في الدار ونحوها لأنهم أرادوا به الشبيه والمثل فكأنهم قالوا والعيوق من الثريا مكانا قريبا مثل مكان قعود الرابىء من الضرباء فحذفوا اختصارا وجعلوا المقعد ظرفا لذلك ، ولا تقع الدار ونحوها هذا الموقع فلذلك اختلف حكمهما* وصف حمرا وردت الماء في وقت من الليل بدت فيه الثريا مكبدة للسماء ، والعيوق خلفها قد دنا في رأي العين منها لاستعلائهما فشبه مكانه منها بمقعد الرابيء من الضرباء والرابيء الامين على القداح الحفيظ عليها ، وأراد بالنجم الثريا وهو علم لها ، والضرباء الضاربون بالقداح في الميسر ، ومعنى يتتلع يبعد ويرتفع ، والتلعة ما ارتفع من الارض.
(٣١٨) الشاهد فيه نصب مناط الثريا على الظرف والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول هم في ارتفاع المنزلة وعلو المرتبة كالثريا اذا استعملت وصارت على قمة الرأس ومناطها معلقها في السماء وهو من نطت الشيء أنوطه اذا علقته وأراد ببني حرب آل أبي سفيان بن حرب.