أنّ الرجال كلّ واحد منهم رجل والرجال الظرفاء كلّ واحد منهم رجل ظريف واسمه يخلطه بأمّته حتّى لا يعرف منها ، فان أطلت النعت فقلت مررت برجل عاقل كريم مسلم فأجره على أوّله ، ومن النعت أيضا مررت برجل أيّما رجل فأيّما نعت للرجل في كماله وبذّه غيره كأنه قال مررت برجل كامل ، ومنه مررت برجل حسبك من رجل فهذا نعت للرجل باحسابه إيّاك من كلّ رجل ، وكذلك كافيك من رجل وهمّك من رجل وناهيك من رجل ومررت برجل ما شئت من رجل ، ومررت برجل شرعك من رجل ، ومررت برجل هدّك من رجل ، وبامرأة هدّك من امرأة ، فهذا كلّه على معنى واحد ، وما كان منه يجرى فيه الاعراب فصار نعتا لأوّله جرى على أوّله ، وسمعنا بعض العرب الموثوق بهم يقول مررت برجل هدّك من رجل ومررت بامرأة هدّتك من امرأة فجعله فعلا مفتوحا ، كأنه قال فعل وفعلت بمنزلة كفاك وكفتك.
ومن النعت أيضا مررت برجل مثلك ، فمثلك نعت على أنك قلت هو رجل كما أنك رجل ، ويكون نعتا أيضا ، على أنه لم يزد عليك ولم ينقص عنك في شىء من الامور ، ومثله مررت برجل مثلك أي صورته شبيهة بصورتك ، وكذلك مررت برجل ضربك وشبهك. وكذلك نحوك يجرين في المعنى ، والاعراب مجرى واحدا وهنّ مضافات الى معرفة صفات لنكرة ، ويونس يقول هذا مثلك مقبلا وهذا زيد مثلك اذا قدّمه جعله معرفة واذا أخّره جعله نكرة ومن العرب من يوافقه على ذلك ، ومنه مررت برجل شرّ منك فهو نعت له بأنّه نقص عن أن يكون مثله ، ومنه مررت برجل خير منك فهو نعت له بأنه قد زاد على أن يكون مثله ، ومنه مررت برجل غيرك فغيرك نعت تفصل به بين من نعّته بغير وبين من أضفتها اليه حتى لا يكون مثله أو يكون مرّ باثنين ، ومنه مررت برجل آخر ، نعت على نحو غير ، ومنه مررت برجل حسن الوجه ، نعّت الرجل بحسن وجهه ولم تجعل فيه الهاء التي هي إضمار الرجل ، كما تقول حسن وجهه لأنه اذا قيل حسن الوجه علم أنه