لا يعني من الوجوه إلّا وجهه ، ومثل ذلك مررت بامرأة حسنة الوجه انما أدخلت الهاء في الحسنة لأنّ الحسنة انما وقعت نعتا لها ثم بلغت به بعد ما صار نعتا لها حيث أردتّ ، فمن ثم صار فيها الهاء وليست بمنزلة حسن وجهه في اللفظ وان كان المعنى واحدا ، لأنّ الحسن هيهنا للأوّل ثم تضيفه الى من أردتّ ، وحسن مضاف الى معرفة صفة للنكرة فلما كانت صفة للنكرة أجريت مجراها كما جرت مجراها أخواتها مثل وما أشبهها ، ومما يكون نعتا للنكرة وهو مضاف الى معرفة قول الشاعر (وهو امرؤ القيس) : [طويل]
(١) بمنجرد قيد الأوابد لاحه |
|
طراد الهوادي كلّ شأو مغرّب |
ومنه أيضا مررت على ناقة عبر الهواجر ، ومما يكون مضافا الى المعرفة ويكون نعتا للنكرة الأسماء التي أخذت من الأفعال وأريد بها معنى التنوين ، من ذلك مررت برجل ضاربك فهو نعت على أنه سيضربه كأنك قلت مررت برجل ضارب زيدا ، ولكن حذف التنوين استخفافا ، وأن أظهرت الاسم وأردتّ التخفيف والمعنى معنى التنوين جرى مجراه حين كان الاسم مضمرا ، وذلك قولك مررت برجل ضارب زيد فان شئت حملته على أنه سيفعل وإن شئت على أنك مررت به وهو في حال عمل ، وذلك قوله عزوجل (هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) فالرفع هيهنا كالجرّ في باب الجرّ.
واعلم أنّ كل مضاف الى معرفة وكان للنكرة صفة فانه اذا كان موصوفا أو وصفا أو خبرا أو مبتدءا بمنزلة النكرة المفردة ، ويدلك على ذلك قول الشاعر (وهو جرير) : [طويل]
__________________
(٣٢١) الشاهد فيه جرى قيد الاوابد على منجرد نعتا له ، وان كان مضافا الى ما فيه الالف واللام لأنه في معنى الفعل فكأنه قال بمنجرد يقيد الاوابد* وصف فرسا جوادا والمنجرد القصير الشعرة ، وبذاك توصف العتاق ، ويقول هو السابق المنجرد عن الخليل ، وصيره قيدا للوحش لحصره لها ومنعها من الفوت ، والاوابد الوحش ومعنى لاحه ضمره والطراد مطاردة الصيد واتباعه ، والهوادي المتقدمة السابقة والشأو الطلق والمغرب البعيد يقال مغرب ومغرب.