(١) ظللنا بمستنّ الحرور كأننا |
|
لدى فرس مستقبل الرّيح صائم |
كأنه قال لدى مستقبل صائم ، وقال المرّار الأسدي : [كامل]
(٢) سلّ الهموم بكلّ معطي رأسه |
|
ناج مخالط صهبة متعيّس |
مغتال أحبله مبين عنقه |
|
في منكب زبن المطىّ عرندس |
سمعناه ممن يرويه من العرب ينشده هكذا ، ومنه أيضا قول ذي الرّمّة : [طويل]
(٣) سرت تخبط الظّلماء من جانبي قسا |
|
وحبّ بها من خابط اللّيل زائر |
فكأنهم قالوا بكلّ معط رأسه ومن خابط الليل ، ومن ذلك قول جرير : [بسيط]
(٤) يا ربّ غابطنا لو كان يعرفكم |
|
لاقى مباعدة منكم وحرمانا |
__________________
(٣٢٢) الشاهد فيه جرى مستقبل الريح على فرس نعتا له لأنه منفصل في التقدير فكأنه قال لدى فرس مستقبل الريح صائم* وصف خيمة أقامها له ولا صحابه يستظلون بها من حر الشمس ، ولها فرج يخلص اليهم الحرور منها فشبهها بفرس قائم يستقبل الريح فتنفذه بين فروجه وتأخذه من كل وجه ، ومستن الحرور طريقه ومسلكه والحرور شدة الحر ، والصائم الممسك عن المشي أو الرعي.
(٣٢٣) الشاهد فيه حمل مغتال أحبله على ما قبله نعتا له لأن معناه مغتال أحبله* وصف بعيرا بعظم الجوف فاذا شد رحله عليه اغتال أحبله واستوفاها لعظم جوفه ، والاغتيال الذهاب بالشيء والمبين البين الطول ، ومعنى زبن زاحم ودفع والعرندس الشديد ويروى متين عنقه ، وقد مر البيت الاول بتفسيره في ص ١٠٥ رقم ١٣٥.
(٣٢٤) الشاهد فيه جرى زائر على خابط نعتا له وان كان مضافا الى معرفة لان اضافته غير محضة لما يقدر فيها من التنوين والانفصال* وصف خيالا طرقه فجعله في الاخبار عنه بمنزلة المرأة التي تخيلت له ، فقال سرت أي طرقت ليلا تخبط الظلماء اليه ، وقسا اسم موضع ولك أن تصرفه وأن لا تصرفه على ما يريد من المكان أو البقعة ، ومعنى حب بها التعجب أي أحبب بها وهي نادرة في هذا المعنى.
(٣٢٥) الشاهد فيه اضافة رب الى غابطنا ورب لا تعمل إلا في نكرة فغابطنا في نية التنوين والانفصال* يقول رب من يغبطنا ويسرنا بطلب معروفنا لو طلب ما عندكم لبوعد وحرم.