وقال أبو محجن الثّقفيّ : [كامل]
(١) يا ربّ مثلك في النّساء غريرة |
|
بيضاء قد متّعتها بطلاق |
فربّ لا يقع بعدها إلا نكرة ، فهذا يدلك على أن غابطنا ومثلك نكرة ، ومن ذلك قول العرب لي عشرون مثله ومائة مثله فأجروا ذلك بمنزلة عشرون درهما ومائة درهم ، فالمثل وأخواته كأنّه كالذي حذف منه التنوين في قولك مثل زيدا ، وقيد الأوابد ، وهذا تمثيل ولكنها كمائة وعشرين فلزمها شيء واحد وهو الاضافة ، يريد أنك أردت معنى التنوين ، فمثل ذلك قولهم مائة درهم ، وزعم يونس أن يقول عشرون غيرك على قوله عشرون مثلك ، وزعم يونس والخليل أن مائة درهم نكرة لأنهم يقولون مائة الدرهم التي تعلم فهي بمنزلة عبد الله ، وزعم يونس والخليل أنّ هذه الصفات المضافة الى المعرفة التي صارت صفة للنكرة قد يجوز فيهنّ كلّهنّ أن يكنّ معرفة ، وذلك معروف في كلام العرب ، يدلّك على ذلك أنه يجوز لك أن تقول مررت بعبد الله ضاربك فتجعل ضاربك بمنزلة صاحبك ، وزعم يونس أنه يقول مررت بزيد مثلك ، اذا أرادوا مررت بزيد الذي هو معروف بشبهك ، فتجعل مثلك معرفة ويدلك على ذلك قوله هذا مثلك قائما كأنه قال هذا أخوك قائما إلا حسن الوجه ، فانه بمنزلة رجل لا يكون معرفة وذاك لأنه يجوز لك أن تقول هذا الحسن الوجه فيصير معرفة
__________________
(٣٢٦) الشاهد فيه اضافة رب الى مثلك لانها نكرة وان كانت بلفظ المعرفة لانها وما كان في معناه تنوب مناب الفعل كما هي مضافة الى ما بعدها والفعل نكرة كله فجرت مجراه في الجري على النكرة فتقول مررت برجل مثلك فتنوب مناب مررت برجل يشبهك ، وكذلك مررت برجل غيرك لانه بمنزلة مررت برجل ليس بك ، ومثله مررت برجل حسبك من رجل لانه في معنى كفاك من رجل وكذلك مررت برجل كفيك من رجل وهمك من رجل لان معناه كله كفاك من رجل ويدل على صحة هذا الاعتلال تصريح العرب بالفعل في بعض هذا كقولهم مررت برجل كفاك من رجل وهمك من رجل ، وبامرأة كفتك من امرأة وهمتك من امرأة فهذا بين ان شاء الله عزوجل ، والغريزة المغترة بلين العيش الغافلة عن صروف الدهر ، ومعنى متعتها بطلاق أعطيتها شيئا تستمتع به عند طلاقها.