قد فعل ذاك ، والألف التي في فعلا ، والكاف والهاء في رأيتك ورأيته وما زيد عليهما نحو رأيتكما ورأيتكم ورأيتهما ورأيتهم ورأيتكنّ ورأيتهنّ والياء في رأيتنى ، والألف والنون اللّتان في رأيتنا وغلامنا ، والهاء والكاف اللّتان في بك وبه وبها ، وما زيد عليهنّ نحو قولك بكما وبكم وبكنّ وبهما وبهم وبهنّ ، والياء في غلامى وبى ، وإنما صار الاضمار معرفة لأنك إنما تضمر اسما بعد ما تعلم أنّ من تحدّث قد عرف من تعنى أو ما تعنى وأنّك تريد شيئا بعينه.
واعلم أنّ المعرفة لا توصف إلّا بمعرفة كما أنّ النكرة لا توصف إلّا بنكرة.
واعلم أنّ العلم الخاصّ من الأسماء يوصف بثلاثة أشياء بالمضاف الى مثله ، وبالألف واللام وبالأسماء المبهمة ، فأمّا المضاف فنحو مررت بزيد أخيك ، والألف واللام نحو قولك مررت بزيد الطويل وما أشبه هذا من الاضافة والألف واللام ، وأمّا المبهمة فنحو مررت بزيد هذا وبعمر وذاك ، والمضاف الى المعرفة يوصف بثلاثة أشياء بما اضيف كاضافته ، وبالألف واللام ، وبالأسماء المبهمة وذلك نحو مررت بصاحبك أخي زيد ، ومررت بصاحبك الطويل ، ومررت بصاحبك هذا وأمّا الألف واللام فيوصف بالألف واللام وبما أضيف الى الألف واللام ، لأن ما أضيف الى الألف واللام بمنزلة الألف واللام فصار نعتا كما صار المضاف الى غير الألف واللام صفة لما ليس فيه ألف ولام ، نحو مررت بزيد أخيك وذلك قولك مررت بالجميل النبيل ، ومررت بالرجل ذي المال ، وانما منع أخاك أن يكون صفة للطويل أنّ الأخ اذا أضيف كان أخصّ لأنه مضاف الى الخاصّ والى إضماره فانما ينبغي لك أن تبدأ به ، وإن لم تكتف بذلك زدت من المعرفة ما يزاد به معرفة وإنما منع هذا أن يكون صفة للطويل والرجل أن المخبر أراد أن يقرّب به شيئا ويشير اليه لتعرفه بقلبك وبعينك دون سائر الأشياء ، واذا قال الطويل فانما يريد أن يعرّفك شيئا بقلبك ولا يريد أن يعرّفكه بعينك ، فلذلك صار هذا ينعت بالطويل ولا ينعت الطويل بهذا ، لأنه صار أخصّ من الطويل حين أراد أن يعرّفه شيئا بمعرفة العين ومعرفة القلب ، واذا قال الطويل فانما عرّفه شيئا