(١) فالى ابن أمّ أناس ارحل ناقتي |
|
عمرو فتبلغ حاجتي أو تزحف |
ملك اذا نزل الوفود ببابه |
|
عرفوا موارد مزبد لا ينزف |
ومن رفع في النكرة رفع في المعرفة ، قال الفرزدق : [طويل]
(٢) فأصبح في حيث التقينا شريدهم |
|
طليق ومكتوف اليدين ومزعف |
وقال الآخر (وهو رجل من بني قشير) : [طويل]
(٣) فلا تجعلي ضيفيّ ضيف مقرّب |
|
وآخر معزول عن البيت جانب |
والنصب جيّد كما قال النابغة الجعدي : [طويل]
(٤) وكانت قشير شامتا بصديقها |
|
وآخر مزريّا عليه وزاريا |
وقال الآخر (وهو ذو الرمّة) [طويل]
__________________
(٣٣١) الشاهد فيه جرى ملك على ما قبله بدلا منه وهو من بدل النكرة من المعرفة لما فيه من زيادة الفائدة ، ولو رفع على القطع لكان حسنا* يمدح عمرو بن هند الملك ، وأم أناس بعض جداته ، وهي من بنى يشكر ومعنى تزحف تعيا وتكل ، والموارد مناهل الماء المورودة شبه بها عطاياه وجعله كالبحر المزبد لكثرة وجوده ، ومعنى ينزف يستنفد ماؤه.
(٣٣٢) الشاهد فيه رفع طليق وما بعده على القطع لأنه تبعيض للشريد وتبيين لأنواعه والشريد واحد يؤدى عن الجمع لأنه واقع على كل من شردته الحرب وأجلته ، فكأنه قال منهم طليق أي منعم عليه ومنهم مكتوف اليدين أي أسير مغلول ومنهم مزعف أي مقتول والزعاف الموت الوحى وهو مثل الذعاف ، ويروى مزعف بالكسر ومعناه ذو إزعاف أي ذو صرع وقتل وليس بجار على هذا الفعل وهكذا رواه حملة الكتاب.
(٣٣٣) الشاهد فيه رفع ضيف على القطع ولو نصب لجاز والقول فيه كالقول فيما قبله والجانب هنا بمعنى المجانب المتباعد أي سوّى بين ضيفي في التقريب والاكرام.
(٣٣٤) الشاهد فيه حمل شامت وما بعده على كان خبرا عنها ولو قطع لكان حسنا كما تقدم* هجا قشيرا وهي قبيلة من بني عامر كانت بينه وبينهم مهاجاة فجعل منهم من يشمت بصديقه اذا نكب وجعل بعضهم يرزأ بعضا للؤمهم واستطالة قويهم على ضعيفهم وبنى مرزيا على تخفيف الهمزة ولو بناه على الأصل لقال مرزوا.