(١) ترى خلقها نصف قناة قويمة |
|
ونصف نقا يرتجّ أو يتمرمر |
وبعضهم ينصبه على البدل وان شئت كان بمنزلة رأيته قائما كأنه صار خبرا على حدّ من جعله صفة للنكرة على الأوجه الثلاثة.
واعلم أن المضمر لا يكون موصوفا من قبل أنّك إنما تضمر حين ترى أنّ المحدّث قد عرف من تعني ، ولكن لها أسماء تعطف عليها ، تعمّ وتؤكّد ، وليست صفة لأنّ الصفة تحلية نحو الطويل ، أو قرابة نحو أخيك وصاحبك وما أشبه ذلك ، أو نحو الأسماء المبهمة ولكنها معطوفة على الاسم تجرى مجراه ، فلذلك قال النحويون صفة ، وذلك قولك مررت بهم كلّهم ، أي لم أدع منهم أحدا ، ويجيء توكيدا كقولك لم يبق منهم مخبّر ، وقد بقي منهم ، ومنه أيضا مررت بهم أجمعين أكتعين ، ومررت بهم جمع كتع ، ومررت به أجمع أكتع ومررت بهم جميعهم فهكذا هذا وما أشبهه ، ومنه مررت به نفسه ، ومعناه مررت به بعينه.
واعلم أنّ العلم الخاصّ من الأسماء لا يكون صفة لأنه ليس بحلية ولا قرابة ولا مبهم ولكنه يكون معطوفا على الاسم كعطف أجمعين ، وهذا قول الخليل وزعم أنه من أجل ذلك قال يا أيّها الرجل زيد أقبل ، قال لو لم يكن على الرجل كان غير منّون ، وانما صار المبهم بمنزلة المضاف لأنّ المبهم تقرّب به شيئا أو تباعده وتشير اليه ، ومن الصفة أنت الرجل
__________________
(٣٣٥) الشاهد فيه رفع نصف وما بعده على القطع والابتداء ، ولو نصب على البدل أو على الحال لجاز ، وقد غلط سيبويه في حمله على الحال وزعم الرادانه معرفة لأنه في نية الاضافة فكأنه قال ترى خلقها نصفه كذا ونصفه كذا ، والحجة لسيبويه أنه نكرة وان كان متضمنا لمعنى الاضافة وليس من باب كل وبعض لأن العرب قد أدخلت فيه الألف واللام وثنته وجمعته وليس شىء من ذلك في كل وبعض فلذلك أجاز نصبه على الحال كما قال الشاعر
ونحن اقتسمنا المال نصفين بيننا |
|
فقلت لها هذا لهاها وذاليا |
* وصف امرأة فجعل أعلاها في الارهاف واللطافة كالقناة وأسفلها في امتلائه وكثافته كالنقا المرتج والنقا الكثيب من الرمل وارتجاجه اضطرابه وانهيال بعضه على بعض للينه والتمر مر أن يجري بعضه في بعض.