انما شتمهم بشيء قد استقرّ عند المخاطبين ، وقال النابغة الذبياني : [طويل]
(١) لعمري وما عمري عليّ بهيّن |
|
لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع |
أقارع عوف لا أحاول غيرها |
|
وجوه قرود تبتغي من تجادع |
وزعم يونس أنك ان شئت رفعت البيتين جميعا على الابتداء تضمر في نفسك شيئا لو أظهرته ، لم يكن ما بعده إلا رفعا ، ومثل ذلك : [طويل]
(٢) متى تر عينى مالك وجرانه |
|
وجنبيه تعلم أنه غير ثائر |
حضجر كأمّ التّوأمين توكّأت |
|
علي مرفقيها مستهلّة عاشر |
وزعموا أن أبا عمرو كان ينشد هذا البيت نصبا (وهذا الشعر لرجل معروف من أزد السّراة).
(٣) قبّح من يزني بعو |
|
ف من ذوات الخمر |
__________________
(٣٧١) الشاهد في قوله وجوه قرود ونصبه على الذم ولو قطع فرفع لجاز* هجا قوما من بنى قريع وهم من بني تميم من بني سعد بن زيد مناة ، وكانوا قد وشوا به الى النعمان حتى تغير له وسماهم الأقارع لأن قريعا أبوهم سمي بهذا الاسم وهو تصغير أقرع على جهة الترخيم ، والعرب اذا نسبت الأبناء الى الآباء فربما سمتهم باسم الأب كما قالوا المهالبة والمسامعة في بني المهلب وبني مسمع ، وعوف هذا هو عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، ومعنى أحاول أعالج وأزاول والمجادعة المشاتمة وأصلها من الجدع وهو قطع الأنف والأذن.
(٣٧٢) الشاهد فيه رفع حضجر على القطع والابتداء ولو نصب على الذم باضمار فعل لجاز* وصف رجلا بالتنعم والسكون الى رفاهية العيش وترك طلب الثأر ، والجران باطن العنق والحضجر العظيم البطن ومنه قيل للضبع حضاجر لعظم بطنها ، وجعله في عظم البطن كالحامل بتوأمين اذا قاربت ولادها فتوكأت على مرفقيها لثقلها ورفعت صوتها للطلق وهي المستهلة ، وأراد بالعاشر الشهر العاشر من حملها يريد أنها زادت على عدتها فكان ذلك أعظم لحملها وهم يصفون طالب الثأر بضد هذا ، كما قال :
رأيتكما يا ابني أخي قد سمنتما |
|
ولا يطلب الأوتار الا الملوح |
وهو الهزيل الضامر
(٣٧٣) الشاهد في قوله الآكل الأشلاء ونصبه على الذم كما تقدم ولو رفع على القطع ـ