بريص وحمار قبّان كأنه قال في كل واحد من هذا الضرب الذي يعرف من أحناش الارض بصورة كذا وكأنه قال في المؤنث نحو أمّ حبين هذه التي تعرف من أحناش الارض بصورة كذا ، فاختصّت العرب لكل ضرب من هذه الضّروب اسما على معنى الذي تعرفها به لا تدخله النكرة ، كما أن الذي معرفة لا تدخله النكرة كما فعلوا ذلك بزيد والأسد الّا أنّ هذه الضروب ليس لكل واحد منها اسم يقع على كل واحد من أمّته تدخله المعرفة والنكرة بمنزلة الاسد يكون معرفة ونكرة ثم اختصّ باسم معروف كما اختصّ الرجل بزيد وعمرو وهو أبو الحارث ولكنها لزمت اسما معروفا وتركوا الاسم الذي تدخله المعاني المعرفة والنكرة ويدخله التعجب وتوصف به الاسماء المبهمة كمعرفته بالالف واللام نحو الرجل والتعجب هذا وأنت تريد أن ترفع شأنه ووصف الاسماء المبهمة نحو هذا الرجل قائم فكأنّ هذا اسم جامع لمعان وابن عرس يراد به معنى واحد كما أريد بأبي الحارث وزيد معنى واحد واستغنى به.
ومثل هذا في بابه مثل رجل كانت كنيته هي الاسم وهي الكنية ، ومثل الأسد وأبي الحارث كرجل ، كانت له كنية واسم ، ويدلك على أن ابن عرس وأم حبين وسامّ أبرص وابن مطر معرفة أنك لا تدخل في الذي أضفن اليه الألف واللام فصار بمنزلة زيد وعمرو ، ألا ترى أنك لا تقول أبو الخجادب وهو قول أبى عمرو ، حدّثنا به يونس عن أبي عمرو ، وأما ابن قترة وحمار قبان وما أشبههما فيدلك على معرفتهن ترك صرف ما أضفن اليه ، وقد زعموا أن بعض العرب يقول هذا ابن عرس مقبل فرفعه على وجهين فوجه مثل هذا زيد مقبل ووجه على أنه جعل ما بعده نكرة فصار مضافا الى نكرة بمنزلة قولك هذا رجل منطلق ، ونظير ذلك هذا قيس قفّة آخر منطلق ، وقيس قفّة لقب والألقاب والكنى بمنزلة الأسماء نحو زيد وعمرو ولكنه أراد في قيس قفّة ما أراد في قوله هذا عثمان آخر ولم يكن له بد من أن يجعل ما بعده نكرة حتى يصير نكرة لأنه لا يكون الاسم نكرة وهو مضاف الى معرفة ، وعلى هذا الحدّ تقول هذا زيد منطلق كأنك قلت هذا رجل منطلق فانما دخلت النكرة على هذا العلم الذي إنما