وضع للمعرفة ولها جيء به فالمعرفة هنا الأولى وأما ابن لبون وابن مخاض فنكرة لأنها تدخلها الألف واللام وكذلك ابن ماء ، قال جرير : [بسيط]
(١) وابن اللبون اذا ما لزّ في قرن |
|
لم يستطع صولة البزل القناعيس |
وقال أبو عطاء السّنديّ : [طويل]
(٢) مفدّمة قزا كأن رقابها |
|
رقاب بنات الماء أفزعها الرّعد |
وقال الفرزدق :
(٣) وجدنا نهشلا فضلت فقيما |
|
كفضل ابن المخاض على الفصيل |
فاذا أخرجت الألف واللام صار الاسم نكرة ، قال ذو الرمّة : [طويل]
__________________
(٣٩٠) الشاهد فيه ادخال الألف واللام في اللبون ليعرف الأول به لأنه اسم جنس نكرة بمنزلة ابن رجل ولم يجعل علما بمنزلة ابن آوى وغيره فلذلك خالفه في دخول الألف واللام على ما أضيف اليه* ضرب هذا مثلا لنفسه ولمن أراد مقاومته في الشعر والفخر لأن ابن اللبون وهو الفصيل الذي نتجت أمه غيره فصارت لبونا اذا لزأى شد في قرن وهو الحبل ببازل من الجمال قوي لم يستطع صولته ولا قاومه في سيره والقناعيس الشداد واحدها قتعاس
(٣٩١) الشاهد فيه تعريف بنات الماء باضافتها الى الألف واللام لأنهم أنزلوا ابن ماء منزلة ابن لبون وعلته كعلته* وصف أباريق خمر مسدودة الرؤس بالقز وهي المفدمة والفدام ما يشد به وشبه رقابها في الاشراف ، والطول برقاب الغرانيق وهي بنات الماء اذا فزعت للرعد فنصبت أعناقها
(٣٩٢) الشاهد فيه ادخال الألف واللام على المخاض ليتعرف به المضاف اليه والقول فيه كالقول في الذي قبله* هجا نهشلا وفقيما وهما حيان من مضر فقيم بن جرير بن دارم من تميم ، وفقيم من كنانة أيضا ، ونهشل بن دارم من بنى تميم فجعل فضل أحدهما على الآخر كفضل ابن المخاض على الفصيل وكلاهما لا فضل له ولا خير عنده ، وابن المخاض هو الذي حملت أمه والفصيل ما كان في الحول وما اتصل به وكلاهما صغير لا ينتفع به ، والبيت منسوب الى الفرزدق وهو لغيره لأن نهشلا أعمامه ، وهم نهشل بن دارم والفرزدق من محاشع بن دارم وهو يفخر بنهشل كما يفخر بمجاشع وقال* كأن أباها نهشل أو مجاشع.