إذا قلت ضرب هذا زيدا فزيد انتصب بضرب ، وهذا ارتفع بضرب ثم قلت أليس هذا زيدا منطلقا فانتصب المنطلق لأنه حال وقع فيه الأمر فانتصب كما انتصب في إنّ وصار بمنزلة المفعول الذي تعدّى اليه فعل الفاعل بعد ما تعدّى الى مفعول قبله وصار كقولك ضرب عبد الله زيدا قائما ، فهو مثله في التقدير وليس مثله في المعنى ، وتقول إنّ الذي في الدار أخوك قائما كأنه قال من الذي في الدار فقال إن الذي في الدار أخوك قائما ، فهو يجري في إنّ ولكنّ في الحسن والقبح مجراه في الابتداء ، إن قبح في الابتداء أن تذكر المنطلق قبح هيهنا وإن حسن أن تذكر المنطلق حسن هيهنا ، وان قبح أن تذكر الأخ في الابتداء قبح هيهنا لأن المعنى واحد وهو من كلام واجب ، وأمّا في ليت وكأنّ ولعلّ فجري مجرى الأول ومن قال إن هذا أخاك منطلق قال إن الذي رأيت أخاك منطلق ، ولا يكون الأخ صفة للّذي لأن أخاك أخصّ من الذي ، ولا يكون له صفة من قبل أنّ زيدا لا يكون صفة لشيء ، وسألت الخليل عن قوله (وهو لرجل من بني أسد) :
(١) إنّ بها أكتل أو رزاما |
|
خوير بين ينقفان إلهاما |
فزعم أنّ خوير بين انتصبا على الشتم ولو كان على إن لقال خويربا ولكنه انتصب على الشتم كما انتصب حمّالة الحطب ، والنازلين بكلّ معترك على المدح والتعظيم ، وقال : [طويل]
__________________
(٤٢١) الشاهد في نصب خويربين على الذم ولا يجوز أن يكون حالا من أكتل ورزام لأن الخبر عن أحدهما لاعتراض أو بينهما ، ولو كان حالا لأفرده كما نقول أن في الدار زيدا أو عمرا جالسا لأنك توجب الجلوس لأحدهما فلما لم تمكن فيه الحال لما بينا نصب على الذم ، والخارب اللص ويقال هو سارق الابل خاصة والصحيح أن كل لص خارب لقوله بعد هذا* لم يتركا لمسلم طعاما* ولقول الآخر* والخارب اللص يحب الخاربا* فجعله شائعا لكل لص ومعنى ينقفان الهام يستخر جان دماغها ، وهذا مثل ضربه لعلمهما بالسرق واستخراجهما لأخفى الأشياء وأبعدها مراما.