(١) فكيف اذا رأيت ديار قوم |
|
وجيران لنا كانوا كرام |
وقال إن من أفضلهم كان رجلا يقبح لأنك لو قلت إن من خيارهم رجلا ثمّ سكتّ كان قبيحا حتى تعرّفه بشيء أو تقول رجلا من أمره كذا وكذا وقال إن فيها كان زيد على قولك إنّه فيها كان زيد وإلّا فانّه لا يجوز أن تحمل الكلام على إنّ وقال إنّ أفضلهم كان زيد وإن زيدا ضربت على قوله إنه زيدا ضربت وإنه كان أفضلهم زيد وهذا فيه قبح وهو ضعيف وهو في الشعر جائز ويجوز أيضا على إن زيدا ضربته وإن أفضلهم كانه زيد فتنصبه على إن وفيه قبح كما كان في إن وسألت الخليل عن قوله ويكأنّه لا يفلح وعن قوله ويكأنّ الله فزعم أنها مفصولة من كان والمعنى على أن القوم انتبهوا فتكلّموا على قدر علمهم أو نبّهوا فقيل لهم أما يشبه أن يكون ذا عندكم هكذا والله أعلم وأمّا المفسرون فقالوا ألم تر أنّ الله وقال القرشيّ (وهو زيد بن عمرو بن نفيل القرشي) :
(٢) سالتاني الطّلاق أن رأتاني |
|
قلّ مالي قد جئتماني بنكر |
وى كأن من يكن له نشب يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ
__________________
ـ بكر في هوزان ، وسعد بن هذيم في قضاعة ، ورؤبة من بني سعد بن زيد مناة بن تميم وفيهم الشرف والعدد.
(٤٢٧) الشاهد فيه الغاء كان وزيادتها توكيدا وتبيينا لمعنى المضى ، والتقدير وجيران لنا كرام كانوا كذلك وقد رد المبرد هذا التأويل وجعل قوله لنا خبرا لها ، والصحيح ما ذهب اليه الخليل وسيبويه من زيادتها لأن قوله لنا من صلة الجيران ، ولا يجوز أن يكون خبرا الا أن تريد معنى الملك ولا يصح الملك هيهنا لأنهم لم يكونوا لهم ملكا انما كانوا لهم جيرة فالجوار هو الخبر ، ولنا تبيين له وقد بينت هذا مستقصى في كتاب النكت.
(٤٢٨) الشاهد في قوله ويكأن وهي عند الخليل وسيبويه مركبة من وي ومعناها التنبيه مع كأن التي للتشبيه ومعناها ألم تر وعلى ذلك تأولها المفسرون ، وزعم بعض النحويين أن قولهم ويكأن بمعنى ويلك اعلم أن فحذفت اللام من ويلك كما قال عنترة* ويك عنتر أقدم* وحذف اعلم لعلم المخاطب مع كثرة الاستعمال ، وهذا القول مردود لما يقع فيه من كثرة التغيير وقد بينت حقيقته في كتاب النكت ، وقوله سالتاني أبدل فيه الهمزة ألفا صورة أو يكون استعمل لغة من يقول سلته أساله مثل خفته أخافه وهما يتساولان وهي لغة معروفة وعليها قراءة من قرأ سال سائل بعذاب واقع ، والنشب المال.