سمعنا ذلك ممن يرويه عن العرب ، والتفسير الأول في كم أقوى ، لأنه لا يحمل على الاضطرار والشاذّ اذا كان له وجه جيّد.
ولا يقوى قول الخليل في أمس لأنك تقول ذهب أمس بما فيه وقال اذا فصلت بين كم وبين الاسم بشيء استغنى عليه السكوت أو لم يستغن فاحمله على لغة الذين يجعلونها بمنزلة اسم منوّن لأنه قبيح أن يفصل بين الجارّ والمجرور لأن المجرور داخل في الجار فصارا كأنهما كلمة واحدة والاسم المنوّن يفصل بينه وبين الذي يعمل فيه تقول هذا ضارب بك زيدا ولا تقول هذا ضارب بك زيد وقال زهير : [متقارب]
(١) تؤمّ سنانا وكم دونه |
|
من الأرض محدود با غارها |
وقال القطاميّ :
(٢) كم نالني منهم فضلا على عدم |
|
اذ لا أكاد من الإقتار أحتمل |
وان شاء رفع فجعل كم المرار التي ناله فيها الفضل فارتفع الفضل بنالني كقولك كم قد أتاني زيد فزيد فاعل وكم مفعول فيها وهي المرار التي أتاه فيها ، وليس زيد من المرار ، وقد قال بعض العرب :
__________________
(٤٣٥) الشاهد في فصل كم من المجرور بها ونصبه على التمييز لقبح الفصل بين الجار والمجرور* وصف ناقته فيقول تؤم سنانا هذا الممدوح على بعد المسافة بينها وبينه والغار هنا الغائر من الأرض المطمئن وجعله محدودبا لما يتصل به من الآكام ومتون الأرض وقيل في الغائر غاركما قيل في الشائك شاك وفي السائر ساركما قال وهي أدماء سارها أي سائرها وقال وغير سار المعزاء أي سائره.
(٤٣٦) الشاهد فيه نصب ما بعدكم على التمييز من أجل الفصل والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول أنعموا علىّ وأفضلوا عند عدمى لشدة الزمان وشمول الجدب وقوله اذ لا أكاد من الاقتار أحتمل أي حين يبلغ مني الجهد وسوء الحال الى أن لا أقدر على الارتحال لطلب الرزق ضعفا وفقرا ويروي أجتمل بالجيم أي أجمع العظام لأخرج ودكها وأتعلل به والجميل الودك