كم عمّة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت علىّ عشارى (١) |
فجعل كم مرارا كأنه قال كم مرّة قد حلبت علىّ عمّتك ، وقال ذو الرمة ففصل بين الجارّ والمجرور
كأن أصوات من إيغالهن بنا |
|
أواخر الميس أصوات الفراريج |
وقال الآخر :
(٢) كم قد فاتني بطل كمي |
|
وياسر فتية سمح هضوم |
وقد يجوز في الشعر أن تجرّ ، وبينها وبين الاسم حاجز فتقول كم فيها رجل ، كما قال الأعشى :
إلّا علالة أو بدا |
|
هة قارح نهد الجزاره |
فان قال قائل أضمر من بعد فيها ، قيل له ليس في كلّ موضع يضمر الجارّ ومع ذلك أن وقوعها بعدكم أكثر وقال يجوز على قول الشاعر : [رمل]
(٣) كم بجود مقرف نال العلى |
|
وكريم بخله قد وضعه |
الجرّ والرفع والنصب على ما فسّرناه كما قال : [كامل]
__________________
(١) قد مر شرحه وتفسيره في ص ٣٤٢
(٤٣٧) الشاهد فيه وقوع كم ظرفا لتكثير المرار والمعنى كم مرة فاتني بطل كمى والكمى الشجاع ومعنى فاتني أفقدنيه الموت ورزئت به والياسر الداخل في الميسر لكرمه وسماحته والهضوم الذي يهضم ماله للصديق والجار والسائل والهضم الظلم والنقصان.
(٤٣٨) الشاهد فيه جواز الرفع والنصب والجر في مقرف فالرفع على أن يجعل كم ظرفا ويكون لتكثير المرار وترفع المقرف بالابتداء وما بعده خبر والتقدير كم مرة مقرف نال العلى والنصب على التمييز لقبح الفصل بينه وبين كم في الجر وأما الجر فعلى أنه أجاز الفصل بين كم وما عملت فيه بالمجرور ضرورة وموضع كم في الموضعين موضع رفع بالابتداء والتقدير كثير من المقرفين نال العلى بجود والمقرف النذل اللئيم الأب يقول قد يرتفع اللئيم بجوده ويتضع الرفيع الكريم الأب ببخله.