واعلم أنه قبيح أن تقول مررت برجل لا فارس حتى تقول لا فارس ولا شجاع ومثل ذلك هذا زيد لا فارسا لا يحسن حتى تقول لا فارسا ولا شجاعا ، وذلك أنه جواب لمن قال أو لمن تجعله ممن قال أبرجل شجاع مررت أم بفارس ولقوله أفارس زيد أم شجاع وقد يجوز على ضعفه في الشعر قال رجل من بني سلول [طويل]
(١) وأنت امرؤ منّا خلقت لغيرنا |
|
حياتك لا نفع وموتك فاجع |
فكذلك هذه الصفات وما جعلته خبرا للأسماء نحو زيد لا فارس ولا شجاع.
واعلم أنّ لا في الاستفهام تعمل فيما بعدها كما تعمل فيه اذا كانت في الخبر ، فمن ذلك قوله (البيت لحسّان بن ثابت) :
(٢) ألا طعان ألا فرسان غادية |
|
إلا تجشّؤكم عند التّنانير |
وقال في مثل أفلا قماص بالعير ، ومن قال لا غلام ولا جارية قال ألا غلام وألا جارية
واعلم أنّ لا إذا كانت مع ألف الاستفهام ، ودخل فيها معنى التمنّي عملت فيما بعدها فنصبته ولا يحسن لها أن تعمل في ذا الموضع إلّا فيما تعمل فيه في الخبر ، ويسقط النون والتنوين في التمنّي كما سقط في الخبر فمن ذلك ألا غلام لي وألا ماء باردا ، ومن
__________________
(٥٣٧) الشاهد فيه رفع ما بعد لا من غير تكرير وقد تقدم قبحه ، ونظير البيت قوله زيد لا قائم ولا يحسن حتى يقول لا قائم ولا قاعد ، وسوغ الافراد هنا أن ما بعده يقوم مقام التكرير في المعني لأنه اذا قال وموتك فاجع دل على أن حياته لا تضر فكأنه قال حياتك لا نفع ولا ضر* يقول هو منا في النسب الا أن نفعه لغيرنا فحياته لا تنفعنا لعدم مشاركته لنا وموته يفجعنا لأنه أحدنا.
(٥٣٨) الشاهد فيه عمل ألا عمل لا لأن معناها كمعناها وان كانت ألف الاستفهام داخلة عليها للتقرير ، وكذلك حكمها إذا دخلت عليها لمعنى التمني ، لأن الأصل فيه كله لحرف التبرئة فلم تغير المعاني الداخلة عليه عمله وحكمه* يقول هذا لبنى الحرث بن كعب ، ومنهم النجاشي وكان يهاجيه فجعلهم أهل نهم وحرص على الطعام لا أهل غارة وقتال ، والعادية المستطيلة ، ويروي غادية بالغين المعجمة وهي التي تغدو للغارة وعادية أعم لأنها تكون بالغداة وغيرها ، ويجوز رفع التجشؤ على البدل من موضع الاسم المنفي ونصبه على الاستثناء المنقطع