(١) وما حلّ سعدى غريبا ببلدة |
|
فينسب إلّا الزبرقان له أب |
وتقول لا يسعني شيء فيعجز عنك أي لا يسعني شىء فيكون عاجزا عنك ولا يسعني شيء إلّا لم يعجز عنك ، هذا معنى هذا الكلام ، وإن حملته على الأول قبح المعنى لأنك لا تريد أن تقول إن الأشياء لا تسعنى ولا تعجز عنك فهذا لا ينويه أحد ، وتقول ما أنت منا فتحدّثنا لا يكون الفعل محمولا على ما لأن الذي قبل الفعل ليس من الأفعال فلم يشاكله ، قال الفرزدق :
(٢) ما أنت من قيس فتنبح دونها |
|
ولا من تميم في اللها والغلاصم |
وان شئت رفعت على قوله : «فنرجّى ونكثر التأميلا» وتقول ألا ماء فأشربه وليته عندنا فيحدّثنا وقال أمية بن أبي الصلت : [بسيط]
(٣) ألا رسول لنا منا فيخبرنا |
|
ما بعد غايتنا من رأس مجرانا |
لا يكون في هذا إلّا النصب لأن الفعل لم تضمّه الى فعل ، وتقول ألا تقع الماء فتسبح اذا جعلت الآخر على الأول كأنك قلت ألا تسبح ، وان شئت نصبته على ما انتصب عليه ما قبله كأنك قلت ألا يكون وقوع فأن تسبح فهذا تمثيل وان لم يتكلم به ، والمعنى في النصب أنه يقول اذا وقعت سبحت ، وتقول ألم تأتنا فتحدّثنا اذا لم يكن
__________________
(٦١٣) الشاهد فيه نصب ما بعد الفاء على الجواب والرفع جائز والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول الزبرقان سيد قومه وأشهرهم فاذا تغرب رجل من سعدوهم رهط الزبرقان فسئل عن نسبه انتسب اليه لشرفه وشهرته.
(٦١٤) الشاهد فيه نصب تنبح على الجواب ولو قطع فرفع لجاز* يقول هذا لجرير وكان يكافح عن قيس لخؤلته فيهم وجعل مهاجاته عنهم نباحا على طريق الاستعارة ونفي عنه الشرف في تميم بأن يحل منهم مكان الرأس في العلو والرفعة وكنى عن ذلك باللها وهي مداخل الطعام في الحلق واحدتها لهاة ، والغلاصم وهي ما اتصل باللهاة واحدتها غلصمة.
(٦١٥) الشاهد فيه نصب يخبرنا على الجواب بالفاء ولو قطع فرفع لجاز* يقول اذا مات الانسان لم تعرف مدة اقامته الى أن يبعث فتمنى رسولا من الأموات يخبر بحقيقة ذلك وهذا على طريق الوعظ وضرب المجرى والغاية مثلا وأصلهما في السباق بين الخيل.